توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إردوغان... مسيرة مكتظة

  مصر اليوم -

إردوغان مسيرة مكتظة

بقلم - حمد الماجد

القط، كما تزعم الأساطير الشعبية، له سبع أرواح وذلك لقدرته الرهيبة على النجاة من مواقف وتهديدات كانت ستصيب الحيوانات الأخرى بإصابات بالغة لو واجهوها، كالسقوط من شاهق؛ نتيجة خفة وزنه وحذره ومرونة حركته واستشعاره للأخطار المحدقة وتلافيها.

والزعيم التركي رجب طيب إردوغان بانتصاره «المريح» في الانتخابات الرئاسية التركية الأحد الماضي أثبت أنه ذو سبع أو ربما تسع أرواح عطفاً على عدد من المخاطر والتحديات والتهديدات التي تفاداها بحذره ومرونة حركته واستشعاره للأخطار المحدقة أو نجاته من سقوط متكرر أحدث جراحاً وخموشاً لكنها لم تصبه في مقتل سياسي.

واحدة من المخاطر في العهد الإردوغاني الذي طال أكثر من العهد الأتاتوركي، كانت كفيلة أن تطيح به من علياء عرشه السياسي في صراعه الأزلي مع خصومه خاصة حزب الشعب الجمهوري الأتاتوركي العتيق: من هذه الإشكالات الخطرة كورونا ونزول المؤشر الاقتصادي، وانخفاض الليرة التركية، وملايين السوريين المهجرين من بلادهم إلى تركيا، ثم كوارث الزلزال، والسجن عام 1999 بسبب قصيدة شعرية، والتظاهرات الحاشدة، والمحاولة الانقلابية الخطرة عام 2016، هذا ناهيك عن أن السلطان التركي أردوغان غير مرغوب فيه أوروبياً وأميركياً، ولا يهضمه الإعلام الغربي، و«النزعة الاستبدادية» التي يتهمه بها معارضوه، ولا سيما بعد المحاولة الانقلابية التي وقعت في يوليو 2016 والتعديلات الدستورية عام 2017 التي وسعت صلاحياته، كان من المتوقع أن تقلص من شعبيته، وبالتالي تقلل من حظوظه في الفوز بالانتخابات الرئاسية.

وقبل ذلك كله طول مدته في المشهد السياسي التركي التي جاوزت 30 عاماً من رئيس بلدية إسطنبول مروراً برئاسة الوزراء إلى أن استوى على العرش السياسي التركي بمسماه الفخم (رئيس الجمهورية)، ومعروف أن الناخب في أي دولة ديمقراطية في الدنيا ينزع إلى التغيير أحياناً لذات التغيير، ويتسلل إليه الملل والسأم من طول مكث زعماء الأحزاب في المشهد حتى ولو كانت لهم إنجازاتهم.

كما أن إردوغان ارتكب أخطاء كبيرة مع دول إقليمية كبرى، السعودية ومصر، كان من الممكن أن تؤثر على مساعيه نحو الفوز بالانتخابات، فكان تعامله مع ملف جمال خاشقجي وملف إسقاط حكومة الإخوان المسلمين في مصر يتسم بالرعونة السياسية، ويفتقد إلى الحكمة وما هو في صالح بلاده قبل أن يكون في صالحه وصالح حزبه، بدليل أنه عاد عن هذه الأخطاء في التوقيت الصحيح وطبَّعَ علاقاته مع البلدين المحوريين الكبيرين، وأقفل ملفات جلبت له صداعاً كان هو وتركيا بغنىً عنها.

ومع كل هذه التهديدات والمخاطر فقد نجح إردوغان ذو السبع أرواح في تفادي آثارها المباشرة والجانبية وفاز، وسبحان مالك المُلك، يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويهب «السبع أرواح» لمن يشاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إردوغان مسيرة مكتظة إردوغان مسيرة مكتظة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon