توقيت القاهرة المحلي 19:07:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حول رفع الأذان في المدن الغربية بين الفائدة والخسارة

  مصر اليوم -

حول رفع الأذان في المدن الغربية بين الفائدة والخسارة

بقلم:حمد الماجد

هل من صالح الأقلية المسلمة في الدول الغربية رفع الأذان؟ السؤال فرضه ابتهاج الأقليات المسلمة في أوروبا والأميركتين حين صوّت مؤخراً مجلس مدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا الأميركية بالإجماع لصالح منح الموافقة لمساجد المدينة بالصدع بالأذان لأول مرة في التاريخ الأميركي عبر مكبرات الصوت للصلوات الخمس يومياً.

مؤكد أن الكثير سيرد بسؤال ينقض التساؤل الأول. وهل هناك مسلم محب لدينه سيقول بأن الجهر بسنة الأذان ليس من صالح الأقليات المسلمة؟ وبكل شفافية ومع التقدير للذين اشتعلت عاطفتهم الدينية وحسنت نواياهم وابتهجوا لهذا المنجز التاريخي اللافت، فإن الموضوع يحتاج إلى دراسة عقلانية هادئة تنظر إلى أبعاد الحدث ومآلاته وأعراضه الجانبية، ولا تجرفهم العواطف والمكاسب الآنية السريعة.

أدرك جيداً الغايات النبيلة والمستحقة التي أراد تحقيقها من قاد حملة المطالبة بالسماح بالصدح بالأذان وأتفهم أكثر ابتهاج الأقليات المسلمة بهذا القرار التاريخي الذي ساوى رفع صوت المؤذن بأجراس الكنائس ونواقيس المعابد الأخرى، كما أقدر المردود المعنوي الذي خالج شعور الأقليات المسلمة بعد الإحباط الذي ساد بعيد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) المشؤومة حيث زاد بعدها تنمر اليمين المتشدد بشقيه الديني والعرقي، وفي النهاية وفي تقدير هؤلاء المتحمسين لهذا القرار فالصدع بالأذان قانوني صادر من أعلى سلطة في الولاية فلماذا (نُعطى الدنية في ديننا؟)، ومؤكد أن شريحة من هؤلاء يرون في الأذان عنصراً جاذباً لزيارات غير المسلمين للمساجد، وبعضهم يتساءل: وحتى متى نشعر بالذل والجبن والاستحياء والخنوع تجاه حق انتزعته الأقلية المسلمة بقوة القانون؟

ومن جهة أخرى هناك من ينظر لموضوع الجهر بالأذان من زاوية مختلفة فيرى أن ثمة مصالح ومفاسد (سلبيات)، ومن هذه السلبيات أن استخدام مكبرات الصوت في صلاتي العشاء والفجر مزعج لغير المسلمين (القانون سمح للمساجد في مدينة مينيابوليس برفع الأذان لجميع الصلوات الخمس)، وإذا كان بعض المصلين المجاورين للمسجد في الدول الإسلامية يتذمر من الصوت العالي للأذان خاصة للأطفال، فمن باب أولى تفهم حال الأميركيين من غير المسلمين؟ ناهيك عن احتمال ردود فعل اليمين المتشدد ومدمني الإسلاموفوبيا الذي يشهد صعوداً مخيفاً وتغلغلاً ممنهجاً في مفاصل الدول والإعلام والأحزاب السياسية والتعليم، ويزداد التعاطف معهم والانتماء لهم كلما زادت المظاهر الدينية التي يمارسها بعض المسلمين ولا يراها اليمين المتطرف ومن لفّ لفّهم إلا استفزازات متعمدة.

فالحكمة تقتضي تجنب أي مظهر يستفز الموتورين من العنصريين وزعران اليمين المتشدد، وهذا الرأي تعززه القاعدة الشرعية المعروفة (درء المفسدة أولى من جلب المصلحة). الخلاصة أن موضوع رفع الأذان في أحياء مدن الدول الغربية يتراوح النظر إليه من خلال الموازنة بين المصالح والمفاسد، فالمتحمسون يرون في الجهر بالأذان مصالح كبرى لا تؤثر فيها السلبيات، والمتحفظون يرون أن السلبيات أكبر، وعليه فتغليب العقلانية على العاطفة الدينية يفرضه المنطق وتقدير المآلات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول رفع الأذان في المدن الغربية بين الفائدة والخسارة حول رفع الأذان في المدن الغربية بين الفائدة والخسارة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
  مصر اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 11:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:28 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله
  مصر اليوم - قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة
  مصر اليوم - سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 19:42 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

قلق في "أرامكو" بسبب هجمات الخليج وارتفاع سعر النفط

GMT 02:08 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مي عمر تكشف عن حقيقة علمها بمقلب "رامز في الشلال"

GMT 07:15 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

كشف غموض وفاة 22 عالمًا بعد فتح مقبرة توت عنخ آمون

GMT 10:06 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

رسالة حسن الرداد إلى محمد رمضان بعد أغنية "نمبر وان"

GMT 22:21 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

روبرتو فيرمينو يُجدد شكره لزميله "محمد صلاح"

GMT 06:52 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

"مشاهير حول العالم راحوا ضحية "الالتهاب الرئوي

GMT 11:08 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على أنواع السيارات الأكثر مبيعًا في عام 2018

GMT 15:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

علامة "كايلي" و"كاندال" تطلق حقائب زهيدة الثمن

GMT 14:17 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أفكار إضاءة رائعة لحفلة زفافك الخارجية

GMT 10:13 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

اكتشفي طرق مختلفة لتحضير الفول
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon