توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما الغايات الخفية للإساءات الدينية «الممنهجة»؟

  مصر اليوم -

ما الغايات الخفية للإساءات الدينية «الممنهجة»

بقلم - حمد الماجد

ما الذي يجنيه حزب «بهاراتيا جاناتا» اليميني المتشدد الحاكم في دلهي، من تدوين تغريدات مسيئة مستفزة لملياري مسلم، أي حوالي ربع سكان العالم؟ بل ويهدّد بفوضى طائفية، وأحداث عنف دينية دموية في الهند التي اشتهر مسلموها بحبهم الجارف والعاطفي جداً للنبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وعُرف متطرفوها الهندوس بالاستمتاع باستفزاز مسلمي الهند، وما الهجوم على مسجد البابري التاريخي وهدمه، وإقامة معبد هندوسي على أنقاضه عنا ببعيد؟ ولو دافع عنهم أحد بحجة أن هذا شيء طبيعي وسائغ في الهند، أكبر الديمقراطيات في العالم، فلماذا الإساءة للنبي محمد رمز المسلمين الأكبر فقط، من دون المساس برموز الديانات والطوائف التي تعج بها شبه القارة الهندية؟ والتساؤل الأخير ليس تلميحاً إلى الإساءة إلى رموز الديانات الأخرى، إطلاقاً؛ بل السؤال محاولة لفهم ما يجري؛ ليس في الهند فقط؛ بل حتى في العالم الغربي الذي تعززت فيه مواقع اليمين المتشدد، لدرجة صدور الإساءة للدين الإسلامي وتشريعاته من مسؤولين كبار، وليس من وسائل إعلامية فحسب؛ بل وصلت إلى حد حماية الأمن الحكومي المدجج بالسلاح لموتورٍ في بلد غربي، أعلن في «التواصل الاجتماعي» عن موعد ومكان حرق نسخة من القرآن الكريم.
السؤال هو: لماذا يصر «بعض» الزعامات الغربية على اعتبار أن الإساءة إلى الإسلام ونبيه وإحراق كتابه المقدس، أحد مظاهر حرية التعبير المكفولة للجميع؟ ولماذا هذا «الجميع» لا يدخل فيه من يطرح تساؤلات حول المحرقة النازية؟ وهي مجرد تساؤلات ونقد موضوعي، ليس فيها إساءات ولا قذف؟
لماذا إصرار «بعض» الزعامات الغربية والشرقية على الدفاع عن المسيئين للإسلام ورموزه وتشريعاته؟ وما فائدة ذلك وهم أول من يدرك أن هذه الانتقاصات هي السكين الحادة التي تشق السلم المجتمعي، وتوغر الصدور، وتحفز المتشددين المسلمين وتزيد تطرفهم؟
هل مثل هذه الاستفزازات من قذف وإحراق مصاحف، عمل ممنهج من اليمين الغربي أو الشرقي المتطرف، لاستفزاز المتطرفين من المسلمين في الهند، وحتى في الدول الغربية، لكي تمهد الطريق وتهيئ المناخ المناسب لمزيد من التضييق، واستصدار قرارات وسن قوانين ضد الأقليات المسلمة، كما حدث مؤخراً في دولة غربية؛ حيث استغلت ردود فعل غير قانونية لمسلمين متشددين ضد استفزازات اليمين الغربي المتشدد، فسهلت إجراءات نزع الجنسية عند ارتكاب مخالفات؟
لقد بُحت أصوات العقلاء عرباً وعجماً، مسلمين ومسيحيين ويهوداً، هندوساً وبوذيين، ومن كل الملل والنحل الذين طالبوا بالتنديد بثقافة الكراهية، وما تسببه من إساءة للرموز الدينية، وتدعو الحكومات الغربية والشرقية إلى سن قوانين تجرّم ثقافة الكراهية، وهذا ما أشارت إليه الحكومة السعودية، ذات الثقل الديني والسياسي الدولي، في بيانها القوي والمتوازن الذي أدانت فيه تصريح المتحدثة باسم حزب «بهاراتيا جاناتا» الهندي، وأكدت المملكة رفضها المطلق المساس برموز الدين الإسلامي، وأيضاً المساس بالشخصيات والرموز الدينية كافة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الغايات الخفية للإساءات الدينية «الممنهجة» ما الغايات الخفية للإساءات الدينية «الممنهجة»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon