توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«داعش» الإسرائيلية

  مصر اليوم -

«داعش» الإسرائيلية

بقلم:حمد الماجد

قبل سنوات عدة وفي أحد ملتقيات حوار الأديان في أوروبا، قال لي حاخام يهودي: في إسرائيل لليهود «صحوتهم» وعندهم «اليهودية السياسية»، ولديهم أيضاً «داعش» بنسختها اليهودية. تذكرت مقالته والمحللون السياسيون يتابعون بدهشة تنامي قوة ونفوذ الأحزاب الدينية اليهودية التي على أكتافها صعد السياسي الإسرائيلي المعتق و«الشرس» بنيامين نتنياهو ليشكل مع التيارات الدينية اليهودية بشقيها المعتدل والداعشي أشد الحكومات الإسرائيلية يمينية وتطرفاً منذ إنشاء الدولة اليهودية على أنقاض الكيان الفلسطيني، بل إن التيارات الدينية اليهودية مع تكتلات اليمين اليهودي المتشدد، أمست العنصر المرجح لكفة حزب الليكود مما منحه سيطرة شبه مطلقة على المشهد السياسي في إسرائيل، ولم يتمكن حزب العمل المنافس اللدود لليكود من حكم إسرائيل إلا ثماني سنوات منذ عام 1977، مقابل 37 سنة لليكود بجناحيه اليميني العنصري واليميني الديني، ولهذا أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته «يائير لابيد» تصريحاً صريحاً قال فيه: «الحكومة المقبلة لن تكون مجرد حكومة يجلس فيها المتشددون دينياً، بل ستكون حكومة يحكمها هؤلاء المتشددون بشكل كامل»، وقد كان، فالدعشنة بنسختها اليهودية وصلت ذروتها في النفوذ، ويبدو أنها اتخذت شعار «باقية وتتمدد».
وكعادة الغرب الذي يكيل بمكيالين مع العرب وإسرائيل، ها هو الآن يقف موقفاً مزدوجاً، ليغض الطرف عن التشدد في نسخته اليهودية الإسرائيلية، فلا يكترث بتمدد المتطرفين الذين نخروا حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة، ويشيح بوجهه عن تعيين متشددين يتبنون العنف، فبعضهم كما تقول مصادر غربية مدان بالعنصرية والإرهاب وحمل السلاح مثل إيتمار بن غفير وزير الشرطة ومنهم مستوطنون في الضفة الغربية المحتلة، فوزير المالية الجديد «بيزاليل سموتريتش» ولد ونشأ وترعرع في مستوطنتي الجولان والضفة الغربية ثم ختم جهوده الاستيطانية بأن شيد منزلاً «مخالفاً» في مستوطنة كدوميم ويسكن الآن فيها.
وكما كانت تصنع «داعش»، النسخة الأصلية، وعلى مر السنوات باستمالة جمهور العامة عبر نشاطات اجتماعية خيرية وتربوية وترفيهية، تزايد حضور الصهيونية الدينية بين الفئات المجتمعية اليهودية المتعددة في المجتمع الإسرائيلي، مستغلين الآيديولوجية التلمودية وأسس الصهيونية الدينية ليتمكنوا من تأسيس شبكة واسعة من الجمعيات الدينية، وقد أثمرت هذه النشاطات الدينية المتطرفة في نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة حين حصلوا على 14 مقعداً في الكنيست المكون من 120 مقعداً، وهو رقم قياسي غير مسبوق.
إسرائيل ليست بدعاً من الدول الغربية التي يكبر فيها وحش التيارات اليمينية المتشددة، بل إن اليمين الإسرائيلي «الداعشي» المتطرف أشد تشدداً، عطفاً على الجرعة التلمودية التي تعتبر أشد تركيزاً من نظيراتها في المذاهب المسيحية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» الإسرائيلية «داعش» الإسرائيلية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon