توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غضب ساطع على نظام الملالي

  مصر اليوم -

غضب ساطع على نظام الملالي

بقلم: حمد الماجد

وعلقت شرارة الحراك الجماهيري في العراق ولبنان بالثوب الإيراني، يظن النظام الطائفي الإرهابي أنه بصلفه ودمويته وإرهابه وقوته العسكرية وقبضته الأمنية وتمدده في عدد من دول المنطقة بمنأى عن الحراك الجماهيري، وقد خاب ظنه، فشرار الثورات والانتفاضات والمظاهرات والاحتجاجات عابرة للمدن وللأقاليم وللدول، لا تعترف بحدود ولا تأبه لحواجز، ولا تستأذن نقاط تفتيش، ليس لها من دون الله كاشفة. حين اندلعت احتجاجات العراق ولبنان كانت القيادة الإيرانية في طهران تبث رسائل التحذير للمحتجين وكأن العراق ولبنان هما بالفعل أصفهان أو كرمانشاه الإيرانيتان، وكعادة أي نظام ديكتاتوري شمولي، تؤزه نظرية المؤامرة أزاً، رمت القيادة الإيرانية وزر الحراك الجماهيري الأخير على «المتآمر الخارجي»، يقول كبير ملاليهم علي خامنئي: (إن الثورة المضادة وأعداء إيران يدعمون دائماً التخريب ويزعزعون الأمن ويستمرون في فعل ذلك)، بل هو من عند أنفسكم.
إن غضبة الجماهير الإيرانية ليست بسبب زيادة أسعار البنزين فحسب، فكل دول العالم تزيد في أسعار الوقود والسلع الضرورية ولم تتحرك، في الغالب، جماهيرها في مظاهرات واحتجاجات عنيفة. الذي حدث ويحدث في إيران إنما هو في الحقيقة بسبب التصرف الثوري الأهوج بالإيرادات التي تجنيها من هذه الزيادات ومن مواردها النفطية فتنفقها على عبثها الثوري الخارجي الذي تسميه «تصدير الثورة»، وفعلاً صدرت ثورتها إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن، فأسست ميليشيات بعضها في مستوى بعض جيوش المنطقة، مثل حزب الله اللبناني، واشترت الولاءات وأرسلت رسلها مبشرين ومنذرين ومنفرين في جميع دول العالم الإسلامي والعربي، وأهلتهم في دورات عسكرية تدريبية لزعزعة الأمن في الدول المستهدفة كي تبرر تدخلاتها.
فالمحصلة المنطقية أن كل هذه الجهود الضخمة ستكون على حساب الاقتصاد الوطني والنهضة التنموية في إيران، فلم يلتفت الملالي إلى رفاهية شعبهم وتنميته، فكانت المحصلة الطبيعية حنقا وغضبا وحراكا ومظاهرات، يستفزها ويقدح شرارتها وعي الشعب الإيراني وإدراكه أن دولته تعوم على رابع احتياطي بترولي في العالم، فأصبح حال هذا الشعب المكلوم المظلوم يرسف في الفقر رغم إمكانيات بلاده الكبيرة.
هل سينجح هذا الحراك الجماهيري الذي تمدد وانتشر لهيبه في عدد كبير من المدن والقرى الإيرانية ويتحول إلى ثورة حقيقية؟ ليس أكيداً، فقد اندلعت في السابق عدد من الانتفاضات الجماهيرية نجح نظام الملالي الدموي في قمعها بالحديد والنار، منها احتجاجات «الحركة الخضراء» عام 2009 بعد فوز أحمدي نجاد بولاية ثانية، ثم احتجاجات عام 2017، وليس أكيداً أن تنجح احتجاجات 2019 في إنهاء حكم الملالي، لكن المؤكد أن تكرارها مؤشر قوي على درجة التململ والغضب المكنون، والمؤكد أيضاً أن تكرار هذه الحراكات الجماهيرية يخلخل أركان الحكم ليكون آيلاً للسقوط، وما كل مرة تسلم الجرة الإيرانية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غضب ساطع على نظام الملالي غضب ساطع على نظام الملالي



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon