توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رياح الحوارات العربية

  مصر اليوم -

رياح الحوارات العربية

بقلم: حمد الماجد

كوة صغيرة من الأمل في آخر النفق العربي فتحتها دعوات للحوار الوطني الشامل في كل من مصر والجزائر وتونس، والعدد «العربي» مرشح للزيادة.
وفي تقديري أن الفرصة مواتية والتوقيت مناسب بعد أن انطفأ لهيب الثورات العربية، وانقشع دخانها وتفتت بعدها كيانات وخارت أنظمة، وتحول بعضها إلى دول «فاشلة» لا هي من الأحياء فتُرجى ولا من الأموات فتُنعى، وأدركت الشعوب «الثائرة» وبالحقائق على الأرض والأرقام والإحصائيات أن تكلفة الثورات باهظة الثمن، بل كارثية المآلات والنتائج، قتلت مئات الآلاف وشردت الملايين ودمرت اقتصادات وضُرب بعضها في مقتل. ولهذا أدارت شعوب الثورات العربية ظهرها لمن حاول أن يبعث الثورات من مرقدها، ويُحيي شعلتها وينفخ في رمادها، تؤزها مكائن إعلامية مؤثرة وتمويلات ضخمة.
وليس صحيحاً أن صدود الجماهير العربية واستنكافها عن الاستجابة لحمالة الحطب الثوري، هو الخوف من القبضة الأمنية المشددة فحسب، وإنما أيضاً القناعة المتجذرة في روع الشعوب بأن قسوة المعيشة مع الاستقرار والأمن أفضل ألف مرة من ثورات تسقط أنظمة، فتبعث دماراً وقتلاً وتشريداً وتنفخ روح الحياة في داعشيين أو قاعديين يسومونهم سوء العذاب، يذبّحون أبناءهم، ويستحيون نساءهم ويسبون بناتهم.
وفرصة الحوارات العربية أيضاً تبررها متغيرات عالمية خطيرة، قرع جرسها صراع بالوكالة بين الدول النووية الكبرى على الثرى الأوكراني، واقترب فيها عود الثقاب من فتيل القنبلة النووية، فاندلعت أزمات اقتصادية وغذائية عالمية، فأصبحت السفن العربية بمن فيها وما فيها من حكومات ومعارضات ومستقلين ولا مبالين، مهددة بالغرق في وحل أزمات سياسية واقتصادية خطيرة، تتطلب من كل ركاب هذه السفن الاجتماع على «كلمة سواء»، وتفرض على كل الأطراف تنازلات صعبة مؤلمة، فليس من العقل ولا المنطق ولا النظر في مصالح الأوطان العليا أن يرى الجميع بعض الثقوب في قاع سفينة الوطن، فينشغل المتنازعون عنها في تصفية حسابات شخصية، ومآرب آنية أنانية، لتتعرض السفن الوطنية العربية للخطر وغرق الجميع لا سمح الله.
إن القبضة الأمنية الشديدة للأنظمة عند التحولات الكبرى، كالفترات التي تعقب الثورات، أو تلي تغييرات مفصلية في ترتيبات وتراتيبية الحكم، مفهومة، فهي كجرعة الدواء المرة، ولكن إذا انتفت أسبابها ببعد الأوطان العربية عن مسببات الثورات وثغرات الاضطرابات، فحينها يكون الوقت مناسباً لتتحول القبضة الأمنية من متشددة إلى متراخية، ومن قاسية إلى حانية، ليتهيأ المناخ لحوارات وطنية صادقة تُدني ولا تُقصي، تُقرب ولا تُبعد، وتحنو ولا تقسو، وهذا ما بدأت الشعوب تتلمسه من دعوات الحوار التي انطلقت في عدد من دول الثورات العربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رياح الحوارات العربية رياح الحوارات العربية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon