بقلم: حمد الماجد
إن الدخان المنبعث في سماء جدة الأسبوع الماضي، ليس أثراً للهيب نيران محطة أرامكو في جدة فحسب، بل أثر لبصمة الخمينيين في إيران، وهو ثمرة تقطفها إيران من تجنيد الأتباع وتأهيلهم آيديولوجياً وعسكرياً وإرهابياً في اليمن، على وجه التحديد، وفي دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وخارجها، فلسنا سذجاً لنصدق أن «تشييع» الناس وتجييش عواطفهم تجاه آل البيت وثارات الحسين في اليمن والعراق ولبنان وسوريا وكينيا، وحتى في عدد من العواصم الغربية والشرقية، ما هي إلا رسالة قم الإيرانية للعالم الأجمع بأن اكتساح آيديولوجيا الخمينية إنْ هي إلا استغلال من ملالي قم للعاطفة تجاه آل البيت لتجنيد وعسكرة أتباعهم ليكونوا طابوراً خامساً أو خلايا نائمة يوقظونهم وقت الحاجة، فلا يخامرنا شك أن قرار الهجوم الإرهابي على محطة أرامكو في جدة قد وقعه ملالي قم وليس عمائم الحوثيين في صعدة... الحوثي في اليمن مخلب لقط كبير في إيران.
ولسنا بحاجة للتدليل على الولاء التام لميليشيات «حزب الله» في لبنان والحوثيين في اليمن، وكل خلايا الخمينية النائمة والمستيقظة المبثوثين في كل بقعة بالعالم، الولاء المطلق الذي يظهرونه لزعيم إيران علي خامنئي، فها هو زعيم «حزب الله» (حسن نصر الخامنئي) ينسف وطنه لبنان ويضرب به عرض حائط الخيانة ويقدم لخامنئي آيات الولاء والطاعة في خطبة عاشورائية سابقة ويقول ما نصه: «نحن هنا في لبنان لنقول للعالم أجمع إن قائدنا وقدوتنا وسيدنا وعزيزنا وحسيننا في هذا الزمان، هو سماحة السيد آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله»، فهذا التصريح الفج إعلان صريح بالولاء المطلق لزعيم طائفي دموي توسعي، ومفهوم تصريحه هو الدوس على لبنان وأمن لبنان ومصالح لبنان، وهذا لسان مقال وحال الحوثيين وأغلب الذين شيعهم الخمينيون في كل أنحاء المعمورة فجعلوهم خطوطاً أمامية لغزوهم الآيديولوجي والسياسي والعسكري وتخريبهم الإرهابي كما جرى في جدة مؤخراً وقبلها ضرب مصافي بقيق، وغيرها من الهجمات الإرهابية في السعودية ودول الخليج.
هذا هو زمن القطاف لأربعين سنة من الحشد والتجنيد والتبشير بالتشيع الثوري في دول لا تعرف هذا التشيع مطلقاً، جرى خلالها غسل الأدمغة وكشط الولاءات إلا للخميني لا شريك له، صنعتها بمكر ودهاء ماكينة شيطانية إعلامية إيرانية تظهر لعامة المسلمين شعارات الوحدة والتقارب في يد، وتمسك باليد الأخرى خنجر الإرهاب تضرب به في كل مكان تريده.
إن قيام فلول الخمينية، في العراق أو في اليمن أو في لبنان، أو أي أحد خان وطنه وبذل ولاءه للطائفية الدموية في قم، بالمشاركة بطريقة أو أخرى في استهداف مصافي البترول السعودية، لا يبدو لأي مراقب إلا إخراجاً لطرف السكين الإيرانية الحادة، وما في جعبة ملالي قم من المكر الكُبَّار والمخططات الإرهابية التخريبية أدهى وأعظم.