توقيت القاهرة المحلي 15:15:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مستفزون في خدمة المتشددين

  مصر اليوم -

مستفزون في خدمة المتشددين

بقلم: حمد الماجد

في عالمنا العربي يوجد عدد محدود من الإعلاميين والمثقفين يُعتبرون الأشد حرباً على المتطرفين والإرهابيين، وهذا مطلوب، ولكن أقول إنَّ الأساليب العنيفة والكتابات الاستفزازية تساهم في تعزيز وتقوية التطرف والإرهاب، فالطروحات المثيرة للجدل المستفزة للشريحة الواسعة المعتدلة من عامة الناس نموذج لهذا الصنف.
المتطرفون والإرهابيون و«الدواعش» و«القاعديون»، وكل من دار في فلكهم، أو تأثر بفكرهم في القديم والحديث، يأخذون من الدين ومن تعاليمه وتشريعاته وحلاله وحرامه وسننه وواجباته مثلما يأخذ عامة الناس، ولكن عندهم تشوهات خطيرة في فهم النصوص والأحكام، ومصادر التلقي، وخلل في إنزال الأحكام الشرعية على الواقع، ما يجعلهم يختلفون بشدة عن عامة الناس الطبيعيين المحافظين، ولهذا كان التحذير النبوي منهم جلياً: «يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مع صَلَاتِهِمْ، وصِيَامَهُ مع صِيَامِهِمْ، يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّة»، فهم مع شديد الأسى والحزن يمارسون ما يمارسه عامة الناس العاديين من ذوي التدين الطبيعي. وهنا يقع اللبس على شريحة من المثقفين الذين يهاجمون كل شيء يفعله المتشددون والإرهابيون، ولو كان من صميم الدين وتعاليمه ومظاهره وهيئاته، وأعتقد أن هذا يعد هو الآخر غلواً وتشدداً، فالمجادلة ينبغي أن تكون بالحسنى.
وهناك قضايا عدة منها مثلاً هناك من وصف الحجاب والنقاب بأنه رمز التطرف (ومفيش في الدين حاجة اسمها حجاب)، والنقاب سُنة «داعشية» ولو كانت تلبسه أمه وعمته وجارته (خذ جولة يوتيوبية في قديم العرب في القرن التاسع عشر، لترى أن النقاب كان شائعاً في دول الشام والعراق ومصر والجزيرة العربية ودول شمال أفريقيا)، وأن رفع الأذان تخلف ورجعية، واللحية منافية للذوق (لكنها من وجهة نظره هيبة ووقار عند الأحبار والقسيسين والرهبان)، ويصف الاهتمام بشعائر الصوم بأنها (مظاهر تدين جوفاء).
هذه ليست تهماً من نسج الخيال، بل نلمسها على أرض الواقع.
البلطجية ليست فقط عصابات العنف التي تقتات على الاعتداءات على الوادعين المسالمين بالمطاوي والهراوات فحسب؛ بل هناك فئة «قليلة» بائسة يائسة لمثقفين عرب فيهم بلطجة آيديولوجية، لا يرتاحون ولا يهدأ لهم بال حتى يناكفون الناس في شعائر دينهم ومعتقداتهم ومذاهبهم ورموزهم، ولا تفرق بين التشدد وأحكام الشرع، ولا بين التطرف وتطبيق السنن. هذه الفئة المحدودة المعدودة لو انقطعت عن الاستفزازات فستختنق كما يختنق الإنسان حين ينقطع عنه الأكسجين، وهي للأسف تخدم، من حيث تدري أو لا تدري، الإرهابيين والمتشددين؛ لأنها دوماً تسوّق لنفسها على أنها حامية للدين من المتهجمين عليه المنتقصين له، وهذا الطرح المتشدد يجد من يتعاطف معه من الشريحة الكبيرة المحافظة الوسطية المعتدلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستفزون في خدمة المتشددين مستفزون في خدمة المتشددين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon