توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آخر مستبدي أوروبا

  مصر اليوم -

آخر مستبدي أوروبا

بقلم: حمد الماجد

رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، الذي يمثل آخر معاقل حكم الفرد في أوروبا، أو كما يصفه الغربيون «آخر طاغوت في أوروبا»، يترنَح هذه الأيام بفعل الاحتجاجات الجماهيرية الحاشدة، وضجر الشعب البيلاروسي الذي يطمح لأن تنضم بلاده إلى مصاف الدول الديمقراطية المزدهرة.
خصوم الرئيس الديكتاتور البيلاروسي يرون فيه استبداد فرانكو، وقسوة تشاوسيسكو، ومكر علي صالح، وصلابة كاسترو، وعزلة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وهذا في تقدير عدد من المراقبين مبالغ فيها، بدليل وجود المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات والانتخابات «الشكلية». صحيح أن ليس لها أثر جوهري على تداول السلطة، بدليل سيطرة زعيمها الأوحد لوكاشينكو على نتائج الانتخابات، وتربعه على كرسي الرئاسة نحو ربع قرن، لكنه لا يُقارن أبداً بالقذافي وكيم جونغ أون والأسد أو تشاوسيسكو في دمويتهم وقمعهم.
يحدثني رجل أعمال سعودي له مصالح تجارية مع البلد، مشيداً باستقرار البلد وقوة البنية التحتية من صحة وتعليم وأمن ووسائل نقل عام ورخص في السلع، لكن مع نقص في الكماليات المتوفرة في دول الجوار الغربية، فلا تُقارن بيلاروسيا في عهد هذا الرئيس القوي برومانيا ولا بلغاريا، ولا حتى البوسنة.
يؤمن لوكاشينكو بالسلفية السوفياتية الشيوعية، ولا يستوعب ولا يؤمن بأي تغيير أو تطوير، فرفض برامج الخصخصة والانتقال إلى الملكية الفردية، حتى ذاك التحول الذي صار في معقل الشيوعية في موسكو التي خلخلها خروشوف، وأجهز عليها غورباتشوف بالضربة القاضية بقفاز البريسترويكا، بل بلغ من «سلفيته» الشيوعية المتشددة أنه حافظ على القبضة الشرسة لجهاز الـ«كي جي بي» الرهيب، رافضاً حتى تبديل اسمه، ولو للتمويه. وكما هي انتصارات زعامات الاستبداد في الانتخابات الصورية، فقد تتابعت انتصارات الزعيم «الملهم» في الانتخابات، لكنه أكثر حياء من عدد من انتخابات زعامات دول العالم الثالث ذات النسبة الملامسة لسقف الـ99 في المائة، فتنازل وجعل مؤشر انتصاراته في الانتخابات الخمسة يتأرجح حول الـ80 في المائة.
صحيح أن «الأب» لوكاشينكو، وهذا ما يحب أن يُنادى به، قد نجح حين تسلم السلطة منتصف التسعينيات في محاربة الفساد والجريمة المنظمة و«المافيات» التي كادت تنهش جسد بيلاروسيا، لكنه جعل هذا النجاح مبرراً للسيطرة على مقاليد الحكم، ليحول بيلاروس في ربع قرن إلى ما يشبه جمهورية سوفياتية مصغرة تكاد تكون مكتفية ذاتياً، لكنها معزولة.
أما الدب الروسي بوتين فيرقب الوضع مع حليفته بيلاروسيا، ودهاؤه يجعله لا يكترث بمحاولات الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو افتعال تهديد من الخارج لجر قدم روسيا لتدخل عسكري خطير، حتى لو أثمرت الاحتجاجات عن عزل لوكاشينكو، ما دامت بيلاروسيا ستواصل دورانها حول الفلك الروسي، بالتزامها باتفاقيات الوحدة الحكومية والتعاون الاقتصادي والعسكري.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آخر مستبدي أوروبا آخر مستبدي أوروبا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon