توقيت القاهرة المحلي 10:44:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما الذي ميز عبد الله بن إدريس؟

  مصر اليوم -

ما الذي ميز عبد الله بن إدريس

بقلم : حمد الماجد

تأملت في سير الأعلام والنبلاء والعلماء والأدباء والشعراء في القديم والحديث، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وتأملت سيرة من اشتد وهجه منهم وطال عنقه بينهم وبزَّ أقرانه وفاقهم في الذكر والثناء والاحتفاء والمحبة والقبول والشعبية، ولم أجد أن نتاجهم الأدبي أو العلمي أو الشعري أو الأكاديمي هو بالضرورة باعث هذا الوهج والتميز فحسب، مع التسليم بالأهمية القصوى لهذا النتاج بلا شك، بل وجدت أن «السمات الشخصية» من رقي الأخلاق وإنسانية التعامل والعقل والتوازن والاعتدال هي التي ترجح كفة ميزانه وتبرزه بين أقرانه، وهذا بالضبط ما اتسمت به شخصية الأديب السعودي الراحل الشيخ عبد الله بن إدريس، رحمه الله، الذي ضج المجتمع السعودي حزناً لرحيله الأربعاء الماضي.
أثبت الشيخ عبد الله بن إدريس الذي عُرِفَ عنه التدين الفطري الراسخ والتعلق بالقرآن تلاوة وتدبراً، واللسان الرطب الندي بالأذكار، أن التدين لا يجر الإنسان السوي إلى التطرف والتشدد، بل على العكس، فقد زاوج هذا الأديب الراقي بين التدين والسماحة، وبين الالتزام بتعاليم دينه والانفتاح مع كل أحد، فعل كل هذا بميزان «إلكتروني» بشري دقيق، فلا يتنازل عن ثوابت، لكنه يتسامح مع المتغيرات، واستطاع بحذاقته وأدبه وتأدبه أن يحلّق في فضاء الاعتدال ونأى بنفسه عن ضجيج المتخاصمين وصخب المتنازعين، فلم ينجر إلى صراعات فكرية ولم يتسخ بنزاعات أدبية، وظل نقي الصدر مخموم القلب عف اللسان زاهداً عما في أيدي الناس، فأحبه الناس، عوامهم وخواصهم، حاكمهم ومحكومهم، محافظهم وليبراليهم، وتَشَكَّل زوَّاره وجُلَّاسه من ألوان الطيف الفكري في المجتمع، وكلٌ يراه الأقربَ منه والأحب إليه، وهذه، لعمر الحق، من سمات الوجهاء الحقيقيين والرموز المجتمعية المحترمة.
هذا الأديب الموهوب والشرعي والشاعر والإداري والجامعي والمؤلف الذي اتسم شعره ونثره بالجزالة وحسن السبك وقوة الحبك والعذوبة والرقة التي بلغت أوجها وذروتها في قصيدته ذائعة الصيت «أأرحل قبلك أم ترحلين؟» مخاطباً زوجته ورفيقة دربه. هذا الرمز الأدبي وغيره من الأدباء والشعراء السعوديين وحتى الخليجيين لم ينل نتاجهم نثراً وشعراً ما يستحقه من التسويق في العالم العربي، وحظي بنصيب الأسد من التسويق وذياع الصيت أدباء وشعراء الشام والعراق ومصر. بالتأكيد، إن تسويق المنتج الفكري يحتاج إلى شطارة كشطارة التجار في تسويق منتجاتهم وماركاتهم التجارية، وكرة التسويق الآن في ملعب الساحة الأدبية السعودية والخليجية لتجعل من وفاة الأديب الراحل حياة لتسويق أعماله الأدبية وأعمال أقرانه من الأدباء السعوديين والخليجيين المتميزين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذي ميز عبد الله بن إدريس ما الذي ميز عبد الله بن إدريس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
  مصر اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon