توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا لو جنحت إيران للسلم؟

  مصر اليوم -

ماذا لو جنحت إيران للسلم

بقلم: حمد الماجد

منذ اندلاع الثورة الخمينية نهاية السبعينات، ونظام الحكم في إيران المؤدلج حتى النخاع، يعرض بين الفينة والأخرى رغباته المتكررة في التصالح والسلم مع جيرانه والقوى الكبرى في منطقة الشرق الأوسط، ولقد شبع العالم عامة؛ ودول الشرق الأوسط خاصة، من الوعود الإيرانية المعسولة التي تقول للإعلام، وفي اللقاءات الدبلوماسية شيئاً وتفعل في الميدان النقيض؛ تمدّ يداً ناعمة للسلام، واليد الأخرى خلف الظهر تحمل خنجراً حاداً مسموماً، تدعو للتقارب المذهبي وهي تعزز الطائفية في دستورها، تتحدث ليل نهار عن الوحدة الإسلامية، وهي تنخر نسيج الدول الإسلامية المذهبي بالتبشير بآيديولوجيتها المتطرفة.
كيف يتصور النظام الإيراني أن يصدق الناس صدقية جنوحه للسلم، و«تصدير الثورة» يتربع على أهم فقرات الدستور الإيراني الذي أعده الخميني وقدمه، وقام بجميع أدواره ونفذه باقتدارٍ وهمة، تلامذته ومريدوه؟ لقد غلفت الثورة الخمينية مبدأ تصدير الثورة والتدخل في شؤون الدول الأخرى واختراقها وخلخلة تركيبتها المذهبية وتجنيد طابور خامس لها، بمبرر براق خادع هو «حماية المستضعفين» ضد «قوى الاستكبار العالمي» (الولايات المتحدة وإسرائيل وسياساتهما في المنطقة).
لقد منح الخميني لنفسه بوصفه ولياً فقهياً، ولكل من يخلفه في هذا المنصب السياسي والديني الاستراتيجي، «مكانة لا يبلغها لا مَلَك مقرب ولا نبي مرسل»، كما نص على ذلك «المعصوم» الخميني في كتابه الشهير «الحكومة الإسلامية»، ولهذا تصوَّر الخميني، ومن تبوأ من بعده منصب مرشد الثورة أن يخضع لحاكميته مسلمو العالم، بحسبان أن ثورته في إيران عابرة للدول والأقاليم والقارات.
والذي يبعث على السخرية من الثورة الإيرانية وشعارها الخداع «نصرة المستضعفين في العالم»، أن الثورة الخمينية قد فشلت فشلاً ذريعاً في نصرة مستضعفيها في الداخل الإيراني، فعاش شعبها البائس المطحون المظلوم في ذل الفقر والبطالة تحت كنف ثورة ماكرة تهيمن على ثرواتٍ نفطية وغازية هائلة، فكيف يصدق من لديه أدنى درجات الوعي أنها صادقة في نصرة مستضعفي دول أخرى؟
ولأن فاقد الشيء لا يعطيه؛ فقد أثبتت الوقائع على الأرض أن مبدأ «نصرة المستضعفين» كان مجرد ذريعة لتدخلها العسكري والعقائدي السافر في شؤون كثير من الدول المجاورة لها، التي باتت مقتنعة بأن النظام الإيراني نظام توسّعي ومعتدٍ ويشكل خطراً وتهديداً لأمنها، وهذا ما جرى في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ناهيك عن محاولاتها المستميتة لخلخلة السلم المجتمعي والمذهبي في دول الخليج وبقية دول العالم العربي والإسلامي، عبر التحريض المذهبي وإشعال نار العصبيات والفتن الطائفية بين مكوّنات الشعب الواحد، فأمسى النظام الثوري الإيراني الذي يزعم محاربة الاستكبار العالمي مستكبراً على الشعوب التي غرز فيها مخالبه، والنموذج الفاقع لاستكبار نظام الخمينية؛ أنها وقفت مع نظام بشار الطائفي القمعي الدموي، وقتلت وشردت عشرات الملايين من الشعب السوري، لتبقي سيطرتها على نظام بشار البائس المتهالك، وليذهب الشعب السوري إلى الجحيم.
لن يصدق أحد جنوح نظام إيران للسلم والتعايش مع دول الخليج والعالم العربي والإسلامي حتى ينكفئ على نفسه، ويتخلى قولاً وفعلاً عن تصدير ثورته و«نصرة» ضعفاء الآخرين، وهو الذي يدوس بأقدام الظلم والقمع والبطش على رقاب «المستضعفين» في الداخل الإيراني.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو جنحت إيران للسلم ماذا لو جنحت إيران للسلم



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon