توقيت القاهرة المحلي 07:19:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماكرون وناقوس «الخطر الإسلامي»

  مصر اليوم -

ماكرون وناقوس «الخطر الإسلامي»

بقلم: حمد الماجد

لا يزال تصريح الرئيس الفرنسي ماكرون المثير للجدل بأن «الإسلام يعيش في أزمة» يثير ردود فعل على كل الأصعدة، ولا يمكن أن يكون هذا التصريح بمنأى عن ضغوط وتأثير اليمين المتشدد الذي يجتاح العالم الغربي وينافس الأحزاب السياسية التقليدية ويقضم من حصتها الانتخابية، كما أن هذا التوتر «الماكروني» لا يخلو من القلق المتنامي من «تقافز» مؤشر عدد الأقلية المسلمة الفرنسية وكل الأقليات المسلمة في العالم الغربي الذي بدا أنه مصدر صداع مزمن لجل زعامات العالم الغربي.
ولهذا أطلقت مؤسسة مسيحية أميركية صرخة تحذر فيها من تناقص نسبة السكان المسيحيين في العالم الغربي، يقابله تزايد شديد لنسبة السكان المسلمين، وقد اعتمدت هذه المؤسسة الكنسية على نتائج لمراكز أبحاث متخصصة تدعم صرختها التحذيرية. تقول النظرية التي استهلت المؤسسة الكنسية تقريرها به بأن «أي حضارة لا يمكن أن تدوم لأكثر من 25 عاماً، إذا لم يكن معدل تكاثرها السكاني أكثر من 2.11 في المائة، وهو ما لم تصل إليه كل الدول الغربية، فأعلاها فرنسا 1.8 في المائة، وأدناها إسبانيا 1.1 في المائة، وأي معدل أقل من 2.11 فهو يعني انحداراً في وجودها الحضاري والثقافي»، والنتيجة التي خلصت إليها الدراسات: «كلما تقلص عدد السكان تقلصت معه الحضارة وهوت نحو المتحدر».
والحقيقة التي أذهلت المؤسسة الكنسية هي ارتفاع معدل الزيادة للمسلمين في أوروبا الذي يبلغ في فرنسا 8.1 في المائة، مقابل 1.8 في المائة لبقية الفرنسيين، مما ترتب عليه زيادة عدد المساجد في جنوب فرنسا على عدد الكنائس، وتبلغ نسبة الأطفال المسلمين إلى بقية الفرنسيين 20 في المائة، وتصاعد هذا الرقم إلى 45 في المائة في مدن مثل نيس ومارسي وباريس، وعليه فسيكون من كل خمسة فرنسيين مسلم واحد بحلول عام 2025. مما يعني أنه بعد 39 عاماً ستتحول فرنسا إلى «جمهورية فرنسا الإسلامية» كما تقول المؤسسة الكنسية في تحذيرها.
أما في بريطانيا فقد تصاعد عدد السكان المسلمين خلال 30 عاماً من نحو 80 ألف مسلم إلى مليونين ونصف المليون، نحو 30 ضعفاً، وفي هولندا 50 في المائة من المواليد مسلمون، مما يعني أنه خلال 15 سنة سيصبح نصف سكان هولندا مسلمين، وكانت حكومة ألمانيا أول من تحدث في هذا الموضوع علانية، حين أصدرت تصريحاً رسمياً قالت فيه إن «النقص في التعداد السكاني لا يمكن الآن إيقافه، فقد خرج الأمر عن السيطرة، وستكون ألمانيا دولة إسلامية بحلول عام 2050». وفي أوروبا يبلغ عدد المسلمين نحو 52 مليوناً، وسيصل هذا الرقم للضعف خلال 20 عاماً فقط، مما يعني وصول عدد المسلمين إلى 104 ملايين، وتقول الكنيسة الكاثوليكية الأميركية إن عدد المسلمين تجاوز الحدود، وإن الإسلام، وهو الدين الأكثر انتشاراً في العالم، إذا حافظ على معدل انتشاره فإنه سيكون الدين المسيطر على كوكب الأرض.
وبغض النظر عن صدقية ودقة هذه الأرقام والإحصاءات التي ربما بالغت المؤسسة الكاثوليكية في بعضها، لكن هذا لا ينفي مقاربة كثير منها للواقع، والذي يجب التنبيه إليه هنا هو ضرورة تعامل الأقليات المسلمة في الغرب مع هذه الإحصائيات بطريقة عقلانية متزنة، لا التعامل معها بروح التشفي والسخرية، فليس ثمة ما يغذي شعبية اليمين المتطرف في أوروبا مثل التصريحات المتشنجة لبعض قيادات الجالية الإسلامية ومثقفيها وأئمة مراكزها الإسلامية، وعلى العكس من ذلك يجب أن تستثمر هذه الإحصائيات لتعزيز فكرة «توطين» الإسلام في بيئته الجديدة، ودمج المسلمين دمجاً لا يضر هويتهم ولا يمس ثوابت دينهم، ولعل التجربة الناجحة لـ«توطين» اليهودية واليهود في الدول الغربية جديرة بالنظر والدراسة والاعتبار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماكرون وناقوس «الخطر الإسلامي» ماكرون وناقوس «الخطر الإسلامي»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon