توقيت القاهرة المحلي 11:21:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لغز {طالبان}!

  مصر اليوم -

لغز طالبان

بقلم : حمد الماجد

الذي حدث على المسرح الأفغاني مؤخراً كله ألغاز وأحجيات، ولهذا كان النزاع محتدماً بين المحللين السياسيين «المحترفين» والهواة في «السوشيال ميديا» الذين أدلوا بدلوهم في هذا المعترك السياسي المعقد، فقد حيرتهم السيطرة الطالبانية الصاروخية على النسبة العظمى من الأقاليم الأفغانية ثم تتويج هذه السيطرة بـ«التكويش» الناعم و«الدلوع» على العاصمة الأفغانية كابل بدون إطلاق رصاصة واحدة، مع أن زعيم حركة طالبان أمر «طلابه» ألا يدخلوها من باب واحد؛ إذ دخلوها من أبواب متفرقة، لم يقاومهم في أحد هذه الأبواب فرقة واحدة من فرق الجيش الأفغاني المدرب البالغ عدده ثلاثمائة ألف، كما يقول الرئيس الأميركي بايدن، ولا اعترضهم فصيل ميليشياوي مسلح ولم يواجهوا حتى المقاومة الفردية.
وحير المحللين السياسيين اختتام المشهد بفصل درامي، فبعد سيطرة مقاتلي طالبان على القصر الرئاسي تجمع المقاتلون حول مكتب الرئيس الأفغاني الذي غادر أفغانستان يتلون سورة «النصر»، وزاد حيرة هؤلاء المحللين درامية هذا المشهد في اختلاط صدى تلاوة سورة الفتح بأزيز المروحيات الأميركية التي تعمل على إجلاء الرعايا الأميركيين ومن ترعاهم السفارة الأميركية ابتداءً من الرئيس الأفغاني السابق إلى آلاف الأفغان «المتعاونين».
وأربك المحللين أن الحكومة الأميركية يبدو كما لو أنها سلمت أفغانستان إلى حركة طالبان التي رعت وآوت وآزرت ونصرت وخبأت زعيم «القاعدة» الأخطر على الإطلاق أسامة بن لادن، وذلك بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وتسبب الطالبانيون بعد عشرين عاماً من سيطرة أميركا على أفغانستان في خسارتها 1000 مليار دولار و2800 قتيل و20 ألف جريح، ناهيك عن انكسار الهيبة واهتزاز الحلف مع أوروبا، وفي الوقت نفسه تشير أميركا إلى بعض حلفائها «الاستراتيجيين» بشبهة دعم هجمات 11 سبتمبر أو التسبب فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، وأميركا تعلم أو ربما لا تريد أن تعلم أن هؤلاء الحلفاء هم ذاتهم كانوا الهدف المفضل لهجمات إرهابية قاعدية خطيرة.
ودوخ المحللين السياسيين أن الولايات المتحدة تفطر وتتغدى وتتعشى مع «السناكات» على حرب الإرهاب ومقاومته عسكرياً وفكرياً وإعلامياً وتعليمياً وتجفيف عروقه واستئصال جذوره، بل باتت تقرأ كما يتردد كل سطر في مناهج التعليم في بعض الدول العربية بحثاً عن نص يوحي ولو من طرف خفي بتشدد أو تحريض على مقاومة محتل، وفي الوقت ذاته انسحبت أميركا من المسرح الأفغاني، لتتولى طالبان السيطرة على هذا المسرح، بل والأخطر من هذا وذاك أن حركة طالبان قد تكون ملهمة لخلايا «داعش» و«القاعدة» الإرهابية لنسخ ولصق التجربة الطالبانية، أو في أقل الأحوال للتسلل مرة أخرى إلى أفغانستان الطالبانية لتعيد انتشارها وتدريب وتأهيل كوادرها، لتكون نقطة تجمع لكل من شردتهم الحرب على الإرهاب في دول الشرق الأوسط وأفريقيا وأواسط آسيا لتصدرهم إليها تارة أخرى، فلا لوم ولا تثريب على حيرة الناس واختلافهم الشديد في حل اللغز الأفغاني، والأيام القادمة ستفك أحجيته وتبدد غموضه (ويا خبر النهارده بفلوس، بكرة ببلاش)!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لغز طالبان لغز طالبان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
  مصر اليوم - فيفا يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة الأفضل

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon