توقيت القاهرة المحلي 07:56:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل موقعة الكونغرس عرض لمرض التفكك؟

  مصر اليوم -

هل موقعة الكونغرس عرض لمرض التفكك

بقلم: حمد الماجد

هناك في الشرق والغرب وحتى من الأميركيين من يرى أن زلزال اقتحام مبنى الكونغرس الأميركي، قلعة الحرية وأيقونة الديمقراطية الأميركية، هو صدع من سلسلة صدوع تضرب بين الحين والآخر بنية الولايات المتحدة الأميركية، لتحيلها يوماً ما إلى الولايات المنقسمة الأميركية، وأن هذا التفكك مسألة وقت طال الزمن أو قصر، واعتبروا أن الاضطرابات العرقية للسود مثلاً، وكذلك الانقسام الشديد في المجتمع الأميركي، وحالة الاستقطاب الشديدة فيه وانتشار وتكاثر الميليشيات المتطرفة دينياً أو عرقياً (العلنية والسرية) في أنحاء أميركا والأوبئة مثل «كورونا» وحالة الظلم التي تشكو منها العرقيات، كلها صدوع ضربت أميركا، وأنها وإن خرجت منها سالمة في فترات سابقة، فما كل مرة تسلم الجرة الأميركية.
هل هذا «رأي رغبوي» (wishful thinking) يعتمل في نفوس بعض الذين يخاصمون أميركا ويتمنون أن تتحول ولاياتها إلى دول متنافرة متناحرة؟ ربما هذه حقيقة، ولكن الحقيقة الأخرى أيضاً تقول إنَّ عدداً من المفكرين والإعلاميين والباحثين المتجردين في الداخل الأميركي وخارجه ينافحون عن هذه التوقعات، ويقولون كما يقول ابن خلدون، إن الدول كبيرها وصغيرها، مثل الآدمي الذي خلقه الله من ضعف ثم جعل من بعد ضعفٍ قوة، ثم جعل من بعد قوةٍ ضعفاً وشيبة، والولايات المتحدة ليست استثناء من الدول، فالإمبرطوريات والممالك والخلافة سادت ثم بادت، أو في أحسن الأحوال لم تمت بل انكمشت، والإمبرطورية البريطانية مثال صارخ معاصر للإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس، وهي مساحة مكانية أشد اتساعاً من تلك التي فاخر بها الخليفة العباسي القوي هارون الرشيد، حين رمق سحابة كثيفة فخاطبها بمقولته الشهيرة: «أمطري حيث شئتِ فسيأتيني خراجك»... يقصد ضريبة زرعها، ومع ذلك تفككت الإمبراطورية البريطانية وضمرت وانكمشت في جزيرة أصغر من الهند - التي كانت واحدة من مستعمراتها - 13 مرة، بل إن بريطانيا العظمى بدأت تتصدع حتى داخل معقلها التاريخي في الجزيرة الصغيرة الهرمة التي تقوقعت فيها، فمقاطعة اسكوتلندا لها برلمانها المستقل وعملتها المختلفة وقوانينها المغايرة للقانون الإنجليزي، وعلى وشك الانفصال بالتراضي، وويلز أحيت لغتها المحلية الغريبة، وتفكر في اللحاق بالتي طلبت الانفصال، وأما آيرلندا الشمالية المنفصلة جغرافياً عن الجزيرة البريطانية فأشد وأنكى، حيث العرق المختلف والمذهب المسيحي الكاثوليكي المنافس للبروتستانتية في كانتربري الإنجليزية.
بل إن الأقرب زمنياً من تجربة الإمبراطورية البريطانية هو تفكك إمبراطورية الاتحاد السوفياتي بطريقة دراماتيكية مباغتة، لم تترك فرصة للمحللين العالميين رسم وتوقع سيناريو سقوط الشيوعية ثم تفكك إمبراطوريتها، وقد كانت، حين تفككت، تتربع مع الولايات المتحدة على عرش القوتين العظميين في كرتنا الأرضية، وللحديث بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل موقعة الكونغرس عرض لمرض التفكك هل موقعة الكونغرس عرض لمرض التفكك



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon