توقيت القاهرة المحلي 11:54:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين الإرهابين العربي والغربي

  مصر اليوم -

بين الإرهابين العربي والغربي

بقلم - حمد الماجد

مفزعة إحصائيات حوادث «القتل الجماعي» الإرهابية في أميركا التي تستهدف حصد أكبر عدد من القتلى الأبرياء، وآخرها الهجوم الدموي في إحدى ولاية فلوريدا الذي حصد 17 طالباً بريئاً، تقول الإحصائيات الصادمة إنها الحادثة رقم 18 منذ بداية عام 2018، وهذا يعني، كما يقول المذيع الأميركي، أن إحصائيات هذا العام مرشحة للزيادة ولما يمض إلا شهران وبقي عشرة شهور! كما تقول الإحصائيات الأميركية المفزعة إن عدد حوادث إطلاق النار في المدارس الأميركية منذ عام 2013 بلغت 290 حادثة، أي بمعدل حادثة إطلاق النار واحدة كل أسبوع.

وهذا يسوقنا للمقارنة مع حوادث القتل الجماعي الإرهابية في عالمنا العربي التي تستهدف حصد أكبر عدد من القتلى الأبرياء في المساجد والكنائس والحسينيات والأسواق المكتظة بالبشر، ومجال المقارنة هنا في كيفية معالجة هذه الظاهرة الخطرة، ففي أميركا ومعها الدول الغربية، ما برحت الأصوات العاقلة في الجملة تحلل وتناقش بصورة منطقية وتبحث في عمق المشكلة بمنطقية وعقلانية بعيداً عن جاذبية الصراعات الفكرية والسياسية والعرقية، فهذا الإعلامي الأميركي ديل هانسن يضع تساؤلاً عميقاً ومنطقياً، وهو مربط فرس المقال هنا، فيقول: لو أن الإرهابي الذي ارتكب هذه الجريمة الإرهابية في مدرسة ولاية فلوريدا كان مسلماً أو مكسيكياً، كم من القوانين الجديدة سنستحدث؟ ثم بعد ذلك كم قيمة التكلفة المادية الباهظة سننفقها لإيقاف هذا الجنون؟ ويضيف الإعلامي الأميركي قائلاً إنه ما دام مرتكب هذه الجريمة الإرهابية ذا بشرة «بيضاء» فليس بوسعنا فعل شيء.

الجميل في المكاشفة الذاتية للإعلاميين الأميركيين المنصفين العقلاء أنهم يملكون الجرأة ليقولوا الحقيقة ولو كانت كمرارة العلقم، فهم يذكرون، وليس خصومهم، أن الإحصائيات تقول إن عدد سكان الولايات المتحدة الأميركية يشكلون 5 في المائة من سكان الكوكب الأرضي، وأن أميركا تحصد نسبة 31 في المائة من إحصائيات حوادث إطلاق النار العشوائية في العالم، وعليه فالمنطق يفرض أن تقلق شعوب العالم من سفر الأميركيين إليهم، لا أن يقلق الأميركيون من سفر الأجانب إلى بلادهم، وهذا ما قاله بالنص الإعلامي الأميركي ديل هانسن، الذي يعزو كثرة حوادث القتل العشوائي إلى القوانين الأميركية العجيبة التي تسمح ببيع الأسلحة النارية الخطرة، حتى صار الناس يشترونها من الأرفف كما يشترون الطماطم والجزر.

نحن نعلم أن الإعلام يجري ويلهث وراء السبق الصحافي، ولكن لا ينبغي أن نسابق السلطات في هذا الأمر، فلا بد من عدم الدخول في التفاصيل حتى يقر القضاء الأحكام، فيقرر من هي الجهة المسؤولة قبل أن تجف دماء الضحايا، وقبل أن تبدأ جهات التحقيق المسؤولة عملها في معاينة الحادث الإرهابي والبحث عن الأدلة الجنائية، فيجب على الإعلام أن يمارس تضليلاً قد يؤثر في مجرى التحقيق، وقد يؤثر في الرأي العام فيضع يده على العضو السليم لا العضو المصاب.
بعض الإعلاميين العرب مفتونون بما عند نظرائهم من الإعلاميين الغربيين إلا في خصلة الصدق في تحليل الأحداث، والتروي في إطلاق الأحكام، والإنصاف في عرض النتائج

 

 

عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين الإرهابين العربي والغربي بين الإرهابين العربي والغربي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon