توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أهداف العرب في مونديال الهويات

  مصر اليوم -

أهداف العرب في مونديال الهويات

بقلم - حمد الماجد

الهدف الأول الذي سدده العرب في شباك العالم المتطور، أن انتصارات المنتخبات العربية على منتخبات عالمية من الوزن الثقيل (السعودية على الأرجنتين، وتونس على فرنسا، والمغرب على بلجيكا)، حرّكت دماء «العروبة» التي أنهكها عدد من الأزمات الكبرى كغزو صدّام «العروبي» للكويت «العربية»، الغزو الذي حوَّل صدام من حارس للبوابة الشرقية إلى منتهك لها مستبيحاً قُطراً «عربياً» ومهدداً بقية الجيران «العرب». وكذلك نظام الأسد «العربي» الذي جعل بلاده مرتعاً للخمينية تسرح فيه وتمرح، إلى الميليشيات «العربية» في جنوب لبنان التي تَدين جهاراً نهاراً بالولاء لعمائم قم، وتؤازر الاحتلال الإيراني لقتل وتهجير ملايين السوريين «العرب»، إلى «عرب» الحوثية الذين جعلوا من صنعاء بلدة إيرانية كخرم شهر وأصفهان، لتأتي نتائج المنتخبات العربية في المونديال «العربي» في الدوحة فتزيل ركام هذه الإحباطات «العربية».
وتعززت العروبة أكثر من خلال القدرة «العربية» على تنظيم أكبر مظاهرة رياضية وهوياتية وأشدها وهجاً على الإطلاق، فأمسى العرب يقولون «نجحنا» في تنظيم بطولة كأس العالم، بدل نجحت قطر وحسب، تماماً كما خلخلت انتصارات المنتخبات العربية حدود «سايس بيكو»، فأضحت النشوة العربية بهذه الانتصارات تسري في كل الدول العربية بنفس مستوى نشوتها في الدولة العربية المنتصرة.
الهدف الثاني سدده العرب في شباك مرمى «العنصريين» الغربي، الذين أرادوا أن يجعلوا من «المثلية» في المونديال «العربي» حصان طروادة لخلخلة منظومة الهويات والقيم والعادات والتقاليد ليس في قطر، بل في المنطقة كلها، تحت شعار خادع ماكر «حقوق الإنسان»، وهي في الحقيقة حقوق في فرض وهيمنة منظومة أخلاقية وثقافية واحدة ضد العالم «الدوني» الآخر، ليكون المنطلق من الغرب محطة الإرسال وما على غيرهم من المشارقة إلا ضبط «الدشوش» لاستقبال محطاتهم وقيمهم وثقافتهم بصمت، عدا طقطقة الريموت كنترول، ثم الغبن كل الغبن أن تراعي «حقوق الإنسان» من يطالب بتسويق ثقافة ألوف تتلاعب بفطرة الإنسان، ولكن يجب أن تخرس شعوب بمئات الملايين، لأنها تطالب «حقوق الإنسان» الغربية بأن تحترم هويتهم الحضارية والثقافية والدينية من تغول وتوغل ثقافات وهويات الغير، ولا تفهم الشعوب الشرقية كيف تعترض حقوق الإنسان هذه على حظر الخمور في مونديال بلد له وللجماهير العربية التي تشهد هذا المحفل الكروي، موقف ديني واجتماعي رافض للسماح به؟ وإن تعجب فعجب تفهم حقوق الإنسان الغربية لرفض مطالبة من تسمح بلاده بالحشيشة كمالطا وهولندا أن يشمها في دول غربية تحظرها كبريطانيا وسويسرا، فما هذا التناقض؟
هذا الهدف «الهوياتي» الذي سجله مونديال العرب بإتقان في شباك العنصريين، الذين يريدون فرض هويتهم وثقافتهم رافعين قميص حقوق الإنسان، هو أغلى وأجمل هدف تم تسجيله على الإطلاق في مونديال العرب في الدوحة، وهو أول هجمة مرتدة متقنة ضد المتلاعبين بفطرة البشر، فحشدت وراءهم تأييد أصوات من العرب والعجم ومن كل المِلل والنِّحَل، فكان التصدي الناجح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهداف العرب في مونديال الهويات أهداف العرب في مونديال الهويات



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon