توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلامتك يا سودان

  مصر اليوم -

سلامتك يا سودان

بقلم: حمد الماجد

تنفس السودانيون الصعداء ومعهم كل العرب ومحبو السودان بعد الإعلان الدستوري الحضاري الذي اتفق عليه المجلس العسكري الانتقالي وقوى «إعلان الحرية والتغيير»، وبدا السودان، في أثناء المفاوضات العسيرة بين الجانبين، كأنه أمٌّ تُجري عملية ولادة قيصرية، والأمة العربية تضع يدها على قلبها من أن يزلّ مشرط فيفجّر شرياناً يُغرقه في بحر من الدماء، أو يقطع عصباً حيوياً فتشل حركته، أو تتأخر عملية الولادة فيختنق مولود التوافق، وفور الإعلان عن نجاح المفاوضات الحضارية والإعلان عن المولود الدستوري عمّت فرحة العائلة العربية كلها من المنامة حتى تطوان. اللافت أن هذا المولود الجديد أعلن عن الترحيب به كل حكومات الدول العربية التي تنخر بعضَها الخلافاتُ والنزاعات، وانصرفت الأطياف السياسية العربية عن مشاجراتها ومماحكاتها لترحب هي الأخرى بالمولود الدستوري. نعم قد يكون ترحيب بعض هذه الأطياف نوعاً من «التقية» السياسية وإلا فهي تضمر في نفسها أن الشعوب العربية لا ينفع فيها إلا العسكريون، و«ذكر» عنيف يُخرس أصوات الإصلاح.
إذا عاش المولود السوداني الجديد «الإعلان الدستوري» وكُتبت له الحياة وطول العمر، فلن يكون نجاحاً سودانياً خاصاً، بل سيكون نجاحاً للنظرية التي تقول بأن القوى المدنية والعسكرية جناحان لطائر الدولة ولا يمكن للدولة أن تحلق بأحدهما دون الآخر، وهذا ما لا يتصوره بعض النخب السياسية العربية التي تظن أن في العرب «جيناً» خاصاً لا يوجد في بقية الأعراق البشرية، فهم دون غيرهم لا يستقيم لهم أمر ولا يقر لهم قرار ولا يستقر لهم أمن إلا بالعسكريين؛ سوّقوا لشعوبهم وللعالم أن «مخلوق العرب» ينزع إلى مقايضة الأمن بالبطش، والرخاء بالاستبداد، فإذا نجح الاتفاق بين جناحي الطائر السوداني (القوى العسكرية والمدنية) وحلّق الشعب السوداني في فضاء الحريات والحياة الكريمة وانتعش اقتصاده كان ذلك إيذاناً بنقض هذه النظرية البليدة، وإيذاناً آخر بالموت البطيء للديكتاتوريات العسكرية القمعية.
واللافت للنظر أن البعض بلغ من تناقضه أنه كان إلى وقت قريب يريد للسودان حكماً عسكرياً قمعياً يقضي على فلول الحكم العسكري البشيري الذي جثم على صدر السودان 30 عاماً، أي أنه يريد قمعاً مستمراً للشعب السوداني، فقط يريد أن يخلع البدلة العسكرية الإسلامية ويضع بدلاً منها بدلة عسكرية علمانية، ولا يدرك أن الناس فُطرت وجُبلت على كره الظلم والاستبداد والقمع سواء تدثر بالإسلامية أو تسربل بالعلمانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلامتك يا سودان سلامتك يا سودان



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon