توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوناك أوباما البريطاني!

  مصر اليوم -

سوناك أوباما البريطاني

بقلم - حمد الماجد

تولي ريشي سوناك ذي الأصول الهندية منصب رئيس الوزراء في بريطانيا كسر حاجزاً عرقياً فولاذياً في المملكة الأنغلوسكسونية العتيدة العريقة.
وهج الخبر أنسى الناس، ولو مؤقتاً، البحث في مساهمة الرئيس الأصغر سناً (42 عاماً) في التاريخ السياسي البريطاني والأكثر ثراء في تاريخ رؤساء الوزراء، في حل الأزمة الاقتصادية التي تعقدت بعد زلزالين مجلجلين؛ زلزال «كورونا» وزلزال أوكرانيا، وتعيين هندي هندوسي «ملون» هو الآخر زلزال عرقي لا يقل زلزلة وأهمية عن تعيين أوباما الأسود رئيساً للقوة العظمى؛ الولايات المتحدة، حتى إن البعض أطلق على سوناك اسم «أوباما الثاني».
والمشتركات بين أوباما الأول وأوباما الثاني (سوناك) عديدة؛ فكلاهما ملون، وكلاهما من والد مهاجر، والد أوباما مهاجر كيني، ووالد سوناك مهاجر هندي... كلاهما تولّى للمرة الأولى منصب رئاسة دولة نووية غربية عظمى، وكلاهما تسنّم هذا المنصب الرفيع في عز الشباب، وكلاهما تخرّج من جامعة عريقة مرموقة، أوباما من جامعة هارفارد، وسوناك من جامعة أكسفورد، وكلاهما تزوّج من ذات العرق؛ فزوجة أوباما سوداء من أصول أفريقية، وزوجة سوناك سمراء من أصول هندية.
ما هو موقف أوباما الأميركي، وأوباما البريطاني من الأقلية التي ينتمي كل منهما لها، والأقليات الأخرى؟ من السهل أن نجيب عن أوباما، وليس عن سوناك؛ لأنه من المبكر الحكم للثاني أو عليه ولم يمض إلا أيام على تعيينه على رأس الوزراء في بريطانيا، مع أن له موقفاً «جافاً» من نظام الهجرة في بريطانيا، ووالداه أصلاً مهاجران!! فقد وصفت عدد من وسائل الإعلام سوناك بأنه متشدد مع المهاجرين، حيث كان دائماً يؤيد أي قانون يقلص أعداد المهاجرين في البلاد، أو يشدد على استقبال اللاجئين، وهذه مفارقة لافتة؛ فسوناك ابن لأبوين مهاجرين، فكيف يتخذ هذا الموقف، في وقتٍ يدعم فيه عدد من السياسيين البريطانيين «الأصليين» الأقليات المهاجرة ويناهضون فرض قوانين جديدة ضدها؟! أما أوباما «الأصلي» فله في الجملة تجاه عامة الأقليات مواقف متوازنة، وقد حدث تقدم في أوضاع كثير من الأقليات، كما تقول مصادر غربية، ولا سيما المواطنين من ذوي الأصول الإسبانية واللاتينية الذين تم تعديل أوضاع مئات الآلاف منهم، حيث حصل معظمهم على الجنسية الأميركية، أو حق الإقامة الدائمة، طبعاً مع التحفظ الشديد تجاه سياسته الخارجية التي لم تكن بصورة عامة في صالح العرب على وجه التحديد.
وبعيداً عن المقارنة بين الزعيمين «الملونين»، فحزب المحافظين يعوّل على سوناك رجل الاقتصاد الناجح لإقالة عثرة اقتصاد بريطانيا المتعثر، ولا يزال البريطانيون يتذكرون انتقاده لرئيسة الوزراء المستقيلة ليز تراس وخطتها الاقتصادية وأنها ستؤدي إلى خسائر كبيرة، وهذا ما حدث بالفعل، ويأملون في أن من نجح في عمله الاقتصادي الخاص، سينجح في النهضة بالاقتصاد العام، وهذا ليس مؤكداً، والمؤكد أن سوناك قد ورث ملفات صعبة، بين اقتصاد مضطرب، وحزبه الذي تنخره الانقسامات، ومجاهر اليمين العرقي المتشدد الذي يفرك يديه بحثاً عن سقطات سوناك وزلاته.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوناك أوباما البريطاني سوناك أوباما البريطاني



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon