توقيت القاهرة المحلي 15:15:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة تلامس جرحاً نازفاً

  مصر اليوم -

رسالة تلامس جرحاً نازفاً

بقلم: حمد الماجد

وضع الشيخ محمد بن راشد يده على جرح «إعلامي تواصلي» نازف، حين بعث الأحد الماضي بـ«رسالة الموسم الجديد»، وضَمَّنَها مسائل مهمة إحداها تتعلق بتجاوزات في التواصل الاجتماعي قال فيها: «العبث والفوضى على وسائل التواصل الاجتماعي يأكلان من منجزات تعبت آلاف فرق العمل من أجل بنائها. سمعة دولة الإمارات ليست مشاعاً لكل من يريد زيادة عدد المتابعين. لدينا وزارة للخارجية معنية بإدارة ملفاتنا الخارجية والتحدث باسمنا، لن نسمح أن تعبث مجموعة من المغردين بإرث زايد رحمه الله».
رسالة الشيخ محمد بن راشد، وإن كانت موجهة لشعبه شعب الإمارات العربية المتحدة، لكنها في الحقيقة تلامس جرحاً نازفاً في دول المنطقة كلها، يكفي أن نضع اسم أي دولة في كلام الشيخ محمد بدل دولة الإمارات سيستقيم المعنى، فالأعراض الجانبية للتواصل الاجتماعي مما عمت به البلوى وأمسى كثير من طروحاته ونقاشاته وحواراته، خاصة في «تويتر»، خارج حدود الأدب والذوق ورقي التعامل.
والمؤسف والمؤلم أن مواقف وإسفافات التغريدات أضحت لا تنحصر بالمغرد ذاته، وإلا لهان الخَطْب، لكن خصوم كل دولة صاروا ينسبونها إلى «الموقف الرسمي»، بحجة قرب المغرد من الدائرة الخاصة أو علاقته فوق العادة بالمسؤول أو بحكم منصبه السابق، ولهذا حسم الشيخ محمد هذا الجدل وأعطى القوس باريها وهي وزارة الخارجية المعنية بالملفات الخارجية. ووجه الشيخ في تغريدة لاحقة المجلس الوطني للإعلام «بضبط وسائل التواصل الاجتماعي ووضع معايير عالية لمن يدافع عن الوطن في وسائل التواصل تخاطب العقول وتكسب العقول وتعزز من رصيد دولة الإمارات عربياً ودولياً».
العقول هي التي خسرها المغردون السبَّابون الشتَّامون المُعَممون في أحكامهم القاسية، من أي دولة وليس الإمارات فحسب، ولا عليك من الأعداد المليونية التي تلفت انتباهها اللغةُ المنحطة والمفرداتُ البذيئة، فهناك شرائح كبيرة من الناس لا تتزاحم على نقاش متحضر أو حوار راق، لكنها تتكدس بأعداد غفيرة حول الخناقات والمضاربات والتشاتم، وتظل لغة العقل، كما قال الشيخ محمد، هي التي تكسب العقول وتعزز من رصيد الكيان الوطني، (لأي دولة)، فأما زبد الشتائم فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس من الطرح العقلاني فيمكث في الأرض مهما قل رواده وتقلص متابعوه.
المؤلم في بعض النزاعات الإقليمية تعرض بعض مشاهير المغردين للأعراض بفاحش الكلام وبذيء المفردات، وأسوأ منه انتهاز الخلافات السياسية في سب الشعوب وازدراء جغرافيات بلادها والتهكم بلهجاتها وشتم مذاهبها والحط من رموزها العلمية والاجتماعية والسخرية من عاداتها وتقاليدها، وخطورتها تكمن في أن جروح الساسة تبرأ بسرعة وأما جراح الشعوب فتمكث دهراً وهي تنزف، وفي تقديري أن هذه هي أحد الأسباب التي أسهمت في أن يوجه الشيخ محمد بن راشد رسالته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة تلامس جرحاً نازفاً رسالة تلامس جرحاً نازفاً



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon