توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الملك تشارلز وتوسيع رقعة التسامح

  مصر اليوم -

الملك تشارلز وتوسيع رقعة التسامح

بقلم - حمد الماجد

الملك تشارلز الثالث، كما تقول مصادر التعريف به، متعدد المواهب، فهو مثقف وكاتب ورائد أعمال ورسام وسياسي وفاعل خير وعسكري يتقن قيادة المروحية، وفارس له مع ركوب الخيل علاقة وطيدة، وشخصية حوارية تهتم بالأديان والتواصل مع أتباعها، وعالم بيئة ولاعب بولو.
والملك تشارلز وإن كان ملكاً دستورياً، لكنه شخصية رمزية مهمة، الكلمة منه تجوب الآفاق، ورأيه يشرق ويغرب، وأفكاره تنفلت أحياناً من قيود وبروتوكولات الملكية البريطانية الصارمة، وهو وإن كان رأساً للكنيسة الأنجليكانية كما البابا رأس للكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان، فالملك أيضاً رأس للتسامح والاعتدال وعدم التعصب الديني، وينظر إلى المخالف من الملل والنحل الأخرى نظرة عدل غير مسكونة بالعنصرية والتعصب وإقصاء الآخر، ولم يأبه الملك لسطوة وتنمر اليمين العنصري المتطرف فساند وناصر أعراقاً أخرى بألوان الطيف.
وكان للجاليات المسلمة في أوروبا من إنصافه وإنسانيته وتسامحه نصيب، فقد دافع عنها ضد اليمين المتطرف واليسار المتنمر، بل واجه عاصفة اليمين المتطرف بقوله: «إن العالم الإسلامي استطاع الحفاظ على التكامل الروحي، في الوقت الذي فَشَل فيه العالم الغربي في تحقيق ذلك»، وطالب حين كان ولياً للعهد بتعيين مزيد من المعلمين المسلمين في المدارس البريطانية؛ حتى تتاح الفرص أمام أبناء البريطانيين للتعلم والاستفادة من القيم الإسلامية، كما نشرته صحيفتا «تايمز» و«ديلي تلغراف».
ووعد الملك المتوج تشارلز الثالث، في وقت سابق، بأن يضيف إلى لقب ملك بريطانيا «حامي الدين» و«حامي الأديان»، وهذا ما عنونته صحيفة الغارديان البريطانية في عدد 9 سبتمبر (أيلول) 2022 (King Charles to be Defender of the Faith but also a defender of faiths).
والملك تشارلز أيضاً انتقد «الإسلام فوبيا» التي توغَّلت وتغوَّلت في الدول الغربية وتبناها عدد من الشخصيات السياسية والفكرية والإعلامية الغربية، بلغت الجرأة ببعضهم إلى القول بأن الأزمة ليست من بعض المسلمين المتشددين، ولكن في بعض أدبيات الإسلام ذاته وتشريعاته، وحموا من استفز المسلمين بحرق القرآن الكريم بالحجة الضعيفة: مبدأ الحريات، وهو الذي انتقد احتلال العراق وتدمير بنيته العسكرية، تحت ذريعة اقتناء أسلحة الدمار الشامل، وهو ما لم يثبت بعد التفتيش الدولي الذي تلا الاحتلال الأميركي للعراق. وهو الذي ناصر حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية، ويرى أن حلاً عادلاً لها سيؤدي إلى تغيير حقيقي في الوضع في الشرق الأوسط.
المرجو من تنصيب الملك «الدستوري» تشارلز الثالث أن يكون دفعة لتوسيع رقعة التسامح، التي قضم منها اليمين المتشدد وجماعات الفوبيا ضد الأديان والأعراق الأخرى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملك تشارلز وتوسيع رقعة التسامح الملك تشارلز وتوسيع رقعة التسامح



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon