توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرنسا: انتصر اليمين المتشدد ولو انهزم

  مصر اليوم -

فرنسا انتصر اليمين المتشدد ولو انهزم

بقلم: حمد الماجد

كل التيارات اليمينية المتشددة في الدول الغربية ما زالت تحقق انتصارات ويتوسع نفوذها وتتغلغل وتتغول، صحيح أن هذا التيار العنصري المتطرف يخسر معارك كخسارة اليمينية المتشددة مارين لوبن أمام ماكرون، لكنه بالتأكيد لم يخسر الحرب، بل إن حال اليمين المتشدد في أوروبا كحال النازية في ألمانيا التي خسرت معارك مع خصومها، لكنها في النهاية انتصرت في الحرب لكنها كانت كالريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم، وهذا ما يخشاه العالم من اليمين المتشدد.
ماكرون فاز بنسبة مريحة، ولكن لا ننسى أن طروحات ماكرون في حملته الانتخابية بل ومواقفه من الأقليات العرقية والدينية أثناء فترة رئاسته الأولى لفرنسا، خصوصاً تجاه الأقلية المسلمة، كانت بنكهة اليمين المتشدد كقوله عن الرسوم المسيئة وما إلى ذلك، ولهذا وقع أغلبية الخمسة ملايين مسلم فرنسي في حيرة بين التصويت لمارين لوبن أو لماكرون، وصفها عدد من الفرنسيين المسلمين بأنها حيرة بين سيئ وأسوأ.
ومعالم انتصار اليمين المتشدد في حربه في أوروبا وأميركا واضحة لا تخطئها العين، فطروحاتهم لها رواج وقبول شعبي، وتغلغلوا حتى في أكثر الدول الأوروبية تسامحاً، فهذه سويسرا واحة الحريات الدينية والسياسية وملاذ الأموال، التي رفضت أن تكبل يديها بقيود الاتحاد الأوروبي هي ذاتها التي ضاقت ذرعاً بمنظر منارة المسجد المرتفعة، فحظرت تشييدها، والسويد التي كانت ودودة مع اللاجئين المسلمين وفتحت مدارسها ومشافيها وخدماتها وخزانتها لهم، هي ذاتها التي تستفزهم هذه الأيام بحماية أمنية مشددة ليميني متعصب وهو يحرق نسخة من القرآن الكريم.
والمؤسف أن فيروس اليمينية المتشددة مثل فيروس كورونا، فكلا الفيروسين سريع الانتشار شديد الخطورة، يصعب القضاء عليهما، ولا تكفي في مقاومتهما جرعات الوقاية مهما تكثفت وتعززت، فالهند التي تسمى أكبر الديمقراطيات تئن وترزح تحت حكم اليمين الهندوسي المتشدد، وقل الشيء ذاته في حق عدد من دول جنوب شرقي آسيا وأميركا الجنوبية.
هذا الزلزال اليميني المتشدد الذي أصابت تصدعاته الغرب والشرق، هو الذي جعل عدداً من العقلاء يطالبون الأقليات المسلمة، خصوصاً في الدول الغربية، بضرورة مراجعة طروحاتهم ونشاطاتهم وتكتيكاتهم، فما يمكن قوله وعمله في السبعينات والثمانينات لا يمكن قوله وعمله بعد الألفية الثانية، وما قبل الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) يختلف تماماً عما بعده، وهذا الموقف عقلاني ومنطقي وليس ضعفاً، فالذي تواجهه عاصفة هوجاء ينحني لها حتى تهدأ وتسكن، وإلا جرفته في مكان سحيق.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا انتصر اليمين المتشدد ولو انهزم فرنسا انتصر اليمين المتشدد ولو انهزم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon