توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اختراق الاختراقات الإيرانية

  مصر اليوم -

اختراق الاختراقات الإيرانية

بقلم: حمد الماجد

الموقف المخزي لقادة «حماس» وعدد من الفصائل «الجهادية» الفلسطينية من مقتل قاسم سليماني؛ الجنرال العسكري الإيراني الإرهابي وزعيم ميليشيا الاغتيالات الجماعية والتهجير، انكشف بقوة، لأنها لم تكتفِ ببيان عزاء «مجاملة» براغماتي نظير ما تتلقاه من دعم عسكري ومالي من نظام إيران الطائفي الإرهابي، بل تجاوزته إلى فتح سرادقات العزاء وتسيير المسيرات، ثم بعث وفود التعزية إلى طهران، ضاربة عرض الحائط بالمجازر الرهيبة التي ارتكبها مجرم الحرب سليماني بأشقائهم في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
من العار السياسي أن الحركة التي تقاوم احتلالاً إسرائيلياً عنصرياً هي ذاتها التي تبارك بهذا البيان المخزي احتلالاً إيرانياً طائفياً لـ4 دول عربية (العراق وسوريا ولبنان واليمن)؛ الاحتلال الأكثر وحشية وعنفاً ودموية. أين تذهب «حماس» بوجهها من أمام مئات ألوف القتلى وملايين الجرحى والمشردين من العراقيين والسوريين واليمنيين؟ الذي قاد هذه الحملة الطائفية العنصرية باقتدار وجَلَد الجنرال قاسم سليماني؛ الرمز الاحتلالي التمددي التوسعي الذي تندد «حماس» بعملية تصفيته.
والمؤلم أن البعض يحتقر مبدأ توجيه الانتقاد إلى القادة الحماسيين بحجة أن «حماس» على الثغور ومنتقديها في نعيم وحبور... أن «حماس» على الجبهات مع العدو تقدم النفس والنفيس؛ ومنتقديها لا همّ لهم إلا القصور الرحبة والمراكب الفارهة والموائد الباذخة. وهذه للأسف الحجة ذاتها التي قيلت في الدفاع عن فصائل الجهاد الأفغاني إبان الاحتلال السوفياتي لأفغانستان حين كان المخلصون يوجهون انتقادات ثبت مع مرور الزمن صدقيتها ووجاهتها... هذا النوع من الدفاع المستميت عن مواقف «حماس» من إيران؛ من دعوى العصمة، التي لا تصح إلا للأنبياء؛ حتى ولو لم يقولوا إنهم معصومون.
وفي الوقت ذاته؛ من المهم النظر بتأنٍ وعقلانية بعيداً عن التجاذبات السياسية، إلى أسباب اختراقات إيران عدداً من الجبهات في منطقتنا، ومحاولة صدّ هذه الاختراقات أو مقاومتها وتذويبها. إن علاقة «حماس» المريبة بالنظام الطائفي الإرهابي، والتناغم القطري - الإيراني، والانسجام التركي - الإيراني، والعلاقة الدافئة بين مسقط وطهران، والتلاحم بين العراق وإيران... هذه في تقديري اختراقات إيرانية ماكرة ومدروسة، فقد استغل دهاء النظام الإيراني وكيده تناقضات الأوضاع السياسية والنزاعات البينية في منطقة الشرق الأوسط وتسلل وتمكن من ضحاياه.
النظام الإيراني مثل سوس الأسنان الذي يخترق صلابة الأسنان؛ فقط حين تتلوث بالبكتيريا، وكذلك النظام الإيراني؛ فهو «سوسة» تنخر في الجسد العربي حين تلوث ببكتيريا الخلافات والنزاعات البينية، فيتواصل النظام الإيراني مع كل دولة أو حركة تختلف مع الدول المحورية في المنطقة. وهذا ليس تبريراً لمن اختار أن يرتمي في حضن ذئب ماكر شرس لا يؤمَن عدوانه، بل محاولة وقائية تحجز من خارت قواه عن أن ينجرف للتحالف مع عدو متربص.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختراق الاختراقات الإيرانية اختراق الاختراقات الإيرانية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon