توقيت القاهرة المحلي 22:33:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اختراق الاختراقات الإيرانية

  مصر اليوم -

اختراق الاختراقات الإيرانية

بقلم: حمد الماجد

الموقف المخزي لقادة «حماس» وعدد من الفصائل «الجهادية» الفلسطينية من مقتل قاسم سليماني؛ الجنرال العسكري الإيراني الإرهابي وزعيم ميليشيا الاغتيالات الجماعية والتهجير، انكشف بقوة، لأنها لم تكتفِ ببيان عزاء «مجاملة» براغماتي نظير ما تتلقاه من دعم عسكري ومالي من نظام إيران الطائفي الإرهابي، بل تجاوزته إلى فتح سرادقات العزاء وتسيير المسيرات، ثم بعث وفود التعزية إلى طهران، ضاربة عرض الحائط بالمجازر الرهيبة التي ارتكبها مجرم الحرب سليماني بأشقائهم في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
من العار السياسي أن الحركة التي تقاوم احتلالاً إسرائيلياً عنصرياً هي ذاتها التي تبارك بهذا البيان المخزي احتلالاً إيرانياً طائفياً لـ4 دول عربية (العراق وسوريا ولبنان واليمن)؛ الاحتلال الأكثر وحشية وعنفاً ودموية. أين تذهب «حماس» بوجهها من أمام مئات ألوف القتلى وملايين الجرحى والمشردين من العراقيين والسوريين واليمنيين؟ الذي قاد هذه الحملة الطائفية العنصرية باقتدار وجَلَد الجنرال قاسم سليماني؛ الرمز الاحتلالي التمددي التوسعي الذي تندد «حماس» بعملية تصفيته.
والمؤلم أن البعض يحتقر مبدأ توجيه الانتقاد إلى القادة الحماسيين بحجة أن «حماس» على الثغور ومنتقديها في نعيم وحبور... أن «حماس» على الجبهات مع العدو تقدم النفس والنفيس؛ ومنتقديها لا همّ لهم إلا القصور الرحبة والمراكب الفارهة والموائد الباذخة. وهذه للأسف الحجة ذاتها التي قيلت في الدفاع عن فصائل الجهاد الأفغاني إبان الاحتلال السوفياتي لأفغانستان حين كان المخلصون يوجهون انتقادات ثبت مع مرور الزمن صدقيتها ووجاهتها... هذا النوع من الدفاع المستميت عن مواقف «حماس» من إيران؛ من دعوى العصمة، التي لا تصح إلا للأنبياء؛ حتى ولو لم يقولوا إنهم معصومون.
وفي الوقت ذاته؛ من المهم النظر بتأنٍ وعقلانية بعيداً عن التجاذبات السياسية، إلى أسباب اختراقات إيران عدداً من الجبهات في منطقتنا، ومحاولة صدّ هذه الاختراقات أو مقاومتها وتذويبها. إن علاقة «حماس» المريبة بالنظام الطائفي الإرهابي، والتناغم القطري - الإيراني، والانسجام التركي - الإيراني، والعلاقة الدافئة بين مسقط وطهران، والتلاحم بين العراق وإيران... هذه في تقديري اختراقات إيرانية ماكرة ومدروسة، فقد استغل دهاء النظام الإيراني وكيده تناقضات الأوضاع السياسية والنزاعات البينية في منطقة الشرق الأوسط وتسلل وتمكن من ضحاياه.
النظام الإيراني مثل سوس الأسنان الذي يخترق صلابة الأسنان؛ فقط حين تتلوث بالبكتيريا، وكذلك النظام الإيراني؛ فهو «سوسة» تنخر في الجسد العربي حين تلوث ببكتيريا الخلافات والنزاعات البينية، فيتواصل النظام الإيراني مع كل دولة أو حركة تختلف مع الدول المحورية في المنطقة. وهذا ليس تبريراً لمن اختار أن يرتمي في حضن ذئب ماكر شرس لا يؤمَن عدوانه، بل محاولة وقائية تحجز من خارت قواه عن أن ينجرف للتحالف مع عدو متربص.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختراق الاختراقات الإيرانية اختراق الاختراقات الإيرانية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon