توقيت القاهرة المحلي 22:01:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطأ وتثبيت قناعة

  مصر اليوم -

خطأ وتثبيت قناعة

بقلم: حمد الماجد

أعترف بأنني أخطأت في صياغة عنوان المقال الذي أثار جدلاً يكاد يتساوى فيه عدد المنتقدين مع عدد المؤيدين، وهو المقال الذي اعترضت فيه على استخدام

الأقليات المسلمة للميادين الرئيسية للصلوات وخطب الجمعة والعيدين والتراويح، وأخطأت لأن العنوان كان مستفزاً «تراويح تايمز سكوير...»، وقد اعترض البعض على تخطئة الصلاة، كأنني أحكم ببطلانها وهذا ما لم أقصده، وكنتُ بغنى عن هذا العنوان «المثير» وكان المفروض أن أصيغه بعبارة أخرى، كأن يأتي بصيغة سؤال مثلاً «هل تراويح تايمز سكوير...؟»، فالتساؤل يجمع بين الجذب الصحافي والموضوعية في الطرح، وهذه إحدى الإشكالات التي يقع فيها كُتَّاب المقالات، فالإثارة والجذب في العنوان مطلب، لكن زيادة جرعة الإثارة قد تنقلب على فكرة المقال الأصلية وتصرف عين القارئ وعقله عنها.
وأما ما اختلفت به مع عدد من المعترضين فهو أصل الفكرة، وهي تحاشي إقامة الصلوات وخطب الجمعة والعيدين في الميادين العامة المكتظة بالمحلات التجارية والمتسوقين، فهذه ما زلتُ على قناعة بضرورة تفاديها، فمفاسدها التي شرحتها في مقالي السابق أكثر من مصالحها، والقاعدة الأصولية الفقهية بل هي قاعدة عالمية عند كل الملل والنحل، تلك التي تعالج وضعاً اجتمعت فيه مصلحة ومفسدة فأيهما تُقدم على الأخرى؟ تقول هذه القاعدة إن «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح»، وأما الحدائق العامة وساحات الملاعب وما شابهها فشأنها أسهل بكثير من الميادين العامة، وما يناسب أن يقام فيها من مناسبات العبادات والأعياد قد لا يناسب أن تقام في الميادين العامة الصاخبة المزدحمة.
ثمة خطأ آخر وقعتُ فيه في مقالي السابق، وهو أنني حصرتُ علة الاعتراض على إقامة هذه المناشط الدينية الإسلامية، في الميادين الغربية العامة الصاخبة، على القلق من ردود فعل اليمين المتشدد وجمهوره العنيف، وهذا في تقديري صحيح، ولكنها ليست العلة الوحيدة، بل القلق أيضاً من استفزاز من ليسوا إلى هؤلاء ولا هؤلاء من عامة الغربيين غير المصنفين ولا المؤدلجين، وليس الخوف من تماس أو اشتباكات تقع بينهم وبين من المئات المتجمهرين للصلوات أو لخطب الجمعة والأعياد، في تايمز سكوير أو الطرف اللندني الأغر، أو حَول برج إيفل وغيرها، وإنما الخوف من تحول هذه الشريحة المعتدلة الصامتة إلى صف اليمين المتطرف لو حصلت تجاوزات من عدد من المسلمين المتجمهرين مع خصومهم، من الذين تؤزهم عنصريتهم أزاً، حينها قطعاً ستتحول إلى التعاطف مع اليمين المتشدد، والتعاطف هو المناخ الموبوء الذي تتكاثر فيه جراثيم التشدد بيمينه ويساره، وهذا ما يُفسر تصاعد مؤشر التعاطف مع العنصرية اليمينية، وتكاثر أتباعها والمتحمسين لها بعد كل حادثة يرتكبها المتطرفون والإرهابيون الإسلامويون في ساحات الدول الغربية.
ولهذا أؤكد ما أشرت إليه سابقاً (باب يجيك منه ريح اليمين المتطرف سده واستريح) ومن ضمنها باب إقامة هذه المناشط الإسلامية في الميادين الغربية العامة الصاخبة، وختاماً فمقالي حول هذه المسألة صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري فيها خطأ يحتمل الصواب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطأ وتثبيت قناعة خطأ وتثبيت قناعة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon