توقيت القاهرة المحلي 11:54:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الهوايات المميتة والملذات المقيتة

  مصر اليوم -

الهوايات المميتة والملذات المقيتة

بقلم - حمد الماجد

أرسل لي شقيقي ماجد بلقطة مثيرة مرعبة لرياضة الركوب على الخيول الهائجة، التي مهما بلغ الفارس في فروسيته وقوته وتماسكه وشجاعته لا محالة ساقط، هي مسألة وقت، وبعدها «إنت وحظك» فقد ترفسه الفرس أو «تتوطأه»، وقدم الفرس أداة قتل، ويتساءل أخي: ما الذي حملهم على هذه الرياضة الخطرة؟

قلت له: في تقديري كلما انغمس الإنسان «المتمدن» في الترف زاد «سعاره» في البحث عن جديد المتع والإثارة؛ ومنها المتع بالغة الخطورة، عبر التعرض لهوايات مميتة مثل هؤلاء الذين يتعرضون للموت بسبب رفسة حصان جامح، كما في هذه اللقطة التي حبست أنفاسنا، لأنها ممكن أن تحبس نفس الفارس عن الحياة وتنقله إلى دار الخلود، أو أولئك المسعورين الذين يطلقون ثيراناً هائجة ذات قرون حادة تطاردهم في أزقة ضيقة حتى تضيق فرص الأمل بالنجاة فتنطح الضحية «برفسة» نحو الفضاء حتى ينافس الطيور في التحليق، وتدوس ذاك وتبقر بطن مجنون كما شاهدتها في لقطة مرعبة قذفت بأحشاء الضحية تدوسها أقدام اللاهثين وراء متعة هوايات الموت.

وتستمر هوايات اللذات المميتة أيضاً عبر «الهياط» المرعب؛ حين ترى مجنوناً يمشي على سقالة في ناطحة سحاب عرضها 40 سم ممتدة أفقياً ليس تحتها إلا سيارات الشوارع تبدو كأنك تراها من نافذة طائرة، وأما البشر فلا يكاد يراهم بعينه اللاهثة وراء متعة الموت.

ومثلهم الباحثون عن المتعة عبر علاقات جنسية مقيتة بالغة القذارة. وماذا عن الرجل الذي يريد أن يتحول لأنثى والمرأة التي تريد أن تتحول إلى رجل ليس لسبب خلل جيني، ولكن بسبب جنِّي المتعة الفالتة من أي زمام، التي تريد أن تصل إلى التغيير والتذوق المختلف بأي وسيلة غريبة تتطلب مبالغ علاجية كبيرة لصنع هذا التحول المنكوس؟ وفئة مترفة أخرى ملت أكل الموائد الباذخة في القصور الباذخة، فوجدت لذة جديدة في مطعم تكلفته عالية لا لغلاء «المنيو» أو قائمة الطعام، ولكن لأن المطعم يقدم طعامه وشرابه في صالة يكسوها ظلام دامس، لا ترى فيها ولا بصيص نور، وعلى هذه الطاولة كؤوس زجاجية من العصير والنبيذ، ولا تسل عن القهقهات حين يسقط أحدهم هذه الكاسات فتندلق على الطاولة وعلى ثيابهم الفاخرة.

مثل هذه الهوايات المميتة والرغبات الجنسية الغريبة لا تشيع في الغالب إلا في العالم المترف، ولا توجد إلا نادراً في العالم الكادح المصنف في «العالم الثالث»، لأن الخواء الروحي وإن وجد فهو لا يقارب مستوياته الرهيبة في العالم «المتمدن» الذي يكاد ينفلت من كل شيء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهوايات المميتة والملذات المقيتة الهوايات المميتة والملذات المقيتة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon