توقيت القاهرة المحلي 12:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التوراة بعد القرآن: معركة ذات المحارق

  مصر اليوم -

التوراة بعد القرآن معركة ذات المحارق

بقلم - حمد الماجد

بعد انقشاع دخان لهيب حرق القرآن الكريم، انبرى شاب سوري ألمعي وأحرج السلطات السويدية بعد أن تقدم بإذن لحرق التوراة أسوةً بحرق نسخة من القرآن الكريم، وحتى لا تقع الحكومة السويدية في حرج بالغ أمام الرأي العام السويدي والأوروبي والعالمي، فلو رفضت أو حتى سوَّفت فسيُظهرها للعالم أجمع أنها تكيل بمكيالين، فسمحت الشرطة السويدية الجمعة الماضي للمقيم السوري في السويد بالتظاهر أمام السفارة الإسرائيلية وحرق التوراة، وهو قرار أدانته إسرائيل ومنظمات دينية مختلفة، وفعلاً حضر الشاب السوري يناصره عدد من المسلمين السويديين، ومعه نسخة من التوراة في يد و«الولاعة» في يده الأخرى، وحين تسمرت العيون الجماهيرية والإعلامية نحو هذا المشهد المثير والخطير، أعلن الشاب السوري تراجعه عن حرق التوراة، ولم يكن ينوي أصلاً أن يحرق كتاب التوراة وإنما أراد أن يوصل للحكومة السويدية وللعالم أجمع «أنه كمسلم أراد الدعوة إلى الاحترام المتبادل، وأن لحرية التعبير حدوداً يجب أخذها في الاعتبار»، وفقاً لما أوردته محطة «إس في تي» الإذاعية السويدية.

وسواء اتفق الناس مع الوسيلة التي اتخذها الشاب في توصيل رسالته أو اختلفوا معه، فالمؤكد أنها وسيلة أشد تأثيراً ووصولاً للعالم من كثير من التنديدات والاستنكارات التي تتجاهلها وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية وحتى السوشيال ميديا.

وحسناً فعل الشاب المسلم بعدم حرق كتاب التوراة، بل ولا يحسَن لغيره مستقبلاً أن يحرق أي كتاب يقدّسه بشر سواء كانوا مسيحيين أو يهوداً أو بوذيين أو هندوساً أو غيرهم، والحقيقة أن هذا الشاب الذي تراجع عن حرق كتاب مقدس عند اليهود، لم يوجِّه رسالة واحدة بل رسائل عدة، منها أن الإحراق المتبادل بين أتباع الأديان المختلفة والثقافات المتنوعة، وإن أقرّته قوانين دول الحريات والديمقراطية، فهو منزلق خطر نحو الفوضى والعنف وربما تزهَق فيه أرواح، وقد عزز القرآن الكريم غاية مشابهة لهذه الغاية النبيلة (ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عَدْواً بغير علم).

الرسالة الأخرى وهي بالغة الأهمية أن الأفعال المتطرفة لا يعالجها فعل متطرف مثلها أو أشد مهما احتجّ الناس بالشعارات العاطفية الجياشة، فالانتقام وأعمال العنف والاعتداء على المنشآت العامة مرفوضة شرعاً وعقلاً ومصلحة، ومَن سبرَ أحوال الأقليات المسلمة وما تعانيه من مشكلات أدرك أهمية ما نحذّر منه ويحذّر منه العقلاء.

ورسالة لا تقلّ أهمية، هي قطع الطريق على اليمين الغربي المتشدد بشقّيه العرقيّ والدينيّ، فلا نستبعد أن عمليات حرق المصاحف والرسومات المسيئة للرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هي أعمال «ممنهجة» يراد منها استفزاز المتحمسين في الأقليات المسلمة للقيام بردود أفعال عنف تُغضب الشعوب الغربية، فتؤدي في النهاية إلى تعزيز الإسلاموفوبيا وإلى مزيد من التضييق على الأقليات المسلمة، وفي هذا المجال يقول الدكتور مسفر القحطاني في تغريدة له: «الحقوق لا تُنال بالعنف والبكائيات على مظالم التهميش»، فالغرب يعيش فيه الكثير من الأعراق والأقليات التي سكنته خلال 150 عاماً، وهم الآن مواطنون من الدرجة الأولى، بينما الأقلية المسلمة لا تزال تناقش فكرة الاندماج.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التوراة بعد القرآن معركة ذات المحارق التوراة بعد القرآن معركة ذات المحارق



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon