توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«فاغنر» السوداني وحميدتي الروسي

  مصر اليوم -

«فاغنر» السوداني وحميدتي الروسي

بقلم - حمد الماجد

بريغوجين «الفاغنري» وحميدتي الدقلي، كلاهما قوة عسكرية ضاربة وكلاهما بلا خلفية عسكرية، كلاهما تربى في حضن الجيش ليكون إحدى أذرعته الضاربة، وكلاهما أمسى تمرده قوة ضاربة ضد الجيش، كلاهما له خلفية تجارية كبيرة. فقائد مرتزقة «فاغنر» بدأ بسلسلة مطاعم إلى أن تحول إلى حماية مصادر الطاقة ومناجم الذهب، لتتحول قواته إلى ميليشيات عسكرية ضاربة تسترزق من حماية الحكومات الهزيلة، وحميدتي هو الآخر بدأ بتجارة الإبل، ثم شكل جماعات مسلحة لحماية قوافله من السودان إلى الخارج، لتتحول هي الأخرى إلى ميليشيات عسكرية ضاربة وتحقق انتصارات للجيش السوداني ضد حركات التمرد، كلاهما يسرح ويمرح بميليشياته وقوافله العسكرية ومجنزراته ونقاط تفتيشه من دون أن يهزمه الجيش الرسمي بكثافته العددية المدجج بسلاح الطيران والأسلحة الثقيلة والاستخبارات وقوات الأمن والشرطة، كلاهما ينفذ أجندات داخلية وولاءات خارجية قائمة على مبدأ الولاء لمن يدفع أكثر.

كلاهما؛ قائد «فاغنر» بريغوجين وحميدتي قائد «الدعم السريع»، يلف عليه وعلى قواته وسر قوته هالة من الغموض، فهذا الروسي «الفاغنري» الغامض يسيطر وبسهولة على روستوف المدينة الروسية المهمة من دون إطلاق رصاصة واحدة، ثم تتحرك قوافل ميليشياته نحو العاصمة ذات الـ25 مليون نسمة، ثم فجأة يقرر توقيف الزحف على العاصمة حقناً للدماء، ثم كيف لميليشيات مرتزقة لا يتجاوز عددها 25 ألفاً أن تهدد جيشاً روسياً نووياً قوامه 4 ملايين جندي، ليترك المحللين السياسيين، عرباً وعجماً، في «حيص بيص» من التحليلات والتفسيرات، والقائد «الفاغنري» ينام ملء جفونه عن شواردها ويسهر خلق الإعلاميين والسياسيين جراها ويختصم، و«فاغنر» السوداني حميدتي ليس ببعيد عنه، فلا يعلم أحد يقيناً من يدعمه مالياً ولوجيستياً وعسكرياً واستخباراتياً وهو أصلاً بلا خلفية عسكرية منضبطة.

كلاهما، بريغوجين وحميدتي وبمرتزقاتهما، وأياً كانت نواياهما ومهما كانت درجة وطنيتهما، جعلا دولتيهما تبدوان هزيلتين مفككتين، فالقائد «الفاغنري» بريغوجين مرغ كرامة بلاده «النووية» في التراب، وأهان زعيم وطنه الروسي بوتين الذي تحول بسبب «فاغنر» من زعيم قوي غامض غموض نظرات عينيه إلى نمر من ورق، تنخر دولته العظمى ميليشيات مرتزقة وتهب للفزعة معه ميليشيات شيشانية كأنه في تشاد، ولا يغرنك من يقول إن في الأمر حبكة من الداهية بوتين، فالمشهد برمته مخجل وعار مهما أوغل الناس في التفسيرات والتحليلات، وقل الشيء ذاته عن «فاغنر» السوداني حميدتي، فهو الذي يمارس مع سبق الإصرار والترصد إهانة وطنه السودان من خلال مصادمته وتمرده على الدولة بهيبتها وجيشها وأمنها وكل مؤسساتها.

أما بوتين فأول مسمار في نعش حياته السياسية كان هناك على أبواب كييف الأوكرانية حين فشل في احتلالها، وبريغوجين «الفاغنري» وضع مسماراً ضخماً في النعش ذاته، والمسامير مثل حبات السبحة إذا فلتت حبة كرت بقية السبحة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فاغنر» السوداني وحميدتي الروسي «فاغنر» السوداني وحميدتي الروسي



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon