توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف تخدم إسرائيلُ «حماس»؟

  مصر اليوم -

كيف تخدم إسرائيلُ «حماس»

بقلم - حمد الماجد

كثير يشبهون هجمات الفلسطينيين البرية والجوية والبحرية داخل العمق الإسرائيلي عبر «طوفان الأقصى» الذي حرّكته حركة «حماس»، بهجمات 11/ 9، وهذا تشبيه صحيح في زاوية وخطأ من زوايا أخرى؛ صحيح في ضخامة الزلزال وشدة ارتداداته والمآلات المتوقعة، وعنصر المباغتة في الحدثين الكبيرين، ولكنْ ثمة فارق جوهري، كما يقول أحد الكتاب الأميركيين في مداخلة له أخيراً مع «CNN»، وهو أن هجمات 11/ 9 غير متخيلة إطلاقاً؛ يقصد تحويل طائرات مدنية ضخمة إلى قنابل انتحارية ضخمة، أما 11/ 9 الإسرائيلية فقد كانت متوقعة؛ لأن إسرائيل شيدت الجدار العازل بتكلفة قدرها مليار دولار للحيلولة دون أي «طوفان» من البحر الغزاوي الهائج المائج، ولكن الذي فاجأ العالم قبل أن يفاجئ ويفجع إسرائيل من حيث لم تحتسب، هو قدرة «ميليشيات» جريئة مستميتة وبإمكانات عسكرية متواضعة جداً مقارنة بالترسانة الإسرائيلية الرهيبة ذات التقنية العالية، على اختراق الحواجز البرية والجوية والبحرية الإسرائيلية، إلى درجة جعلت غلاة نظرية المؤامرة ينسجون تفسيرات شاطحة وصلت إلى حد افتراض تنسيق دُبّر بليل بين «حماس» وحكومة نتنياهو!

ومن دون الانخراط في الجدل الذي يحتدم دائماً بين الإعلاميين العرب بعد كل مواجهة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي؛ بين فريق يرى ضرورة إبقاء القضية الفلسطينية حية بإشعال مثل هذه المواجهات كإحدى وسائل استرداد الحقوق المغتصبة، مهما كانت فداحة الخسائر البشرية والمادية، وبين فريق آخر يرى أنها نوع من الإلقاء بالأيدي الفلسطينية إلى التهلكة كما تفعل الآلة العسكرية الإسرائيلية في غزة الآن بكل قسوة ووحشية؛ فإن النتائج والوقائع على الأرض، والتي لا تحابي أحداً، تؤكد أن هذا الطوفان أمسى زخة ماء أحيت شجرة القضية الفلسطينية وكرست القناعة عالمياً أن لا حل لها إلا بمنح الفلسطينيين الحد الأدنى لأي شعب يطمح إلى أن يعيش بكرامة، وهو إقامة دولة طبيعية لا تتحكم إسرائيل في مائها وكهربائها وشبكات هاتفها وجوها وأنفاسها وبحرها والداخل إليها والخارج منها... وإلا فليتوقع الإسرائيليون المزيد من المشاكل القادمة؛ لأن إسرائيل بعنجهيتها وغطرستها وازدرائها للفلسطينيين حولت الحياة في الضفة والقطاع إلى سجون بائسة ضخمة، وحولت أغلبية الفلسطينيين بسبب الضيم والضنك والحصار والتجويع إلى قنابل موقوتة، كما هيأت الشباب الفلسطيني البائس اليائس المحبط للتجنيد في أي فصيل فلسطيني يجندهم من دون التدقيق في الهوية؛ لأن الحياة عندهم تساوت مع الموت!

المحصلة أن إسرائيل بغرورها وعنصريتها وظلمها وهجماتها الوحشية، تظن أنها تصنع خصومة بين الفلسطينيين وبين «حماس»، وبالتالي التخلص من هذه الحركة المزعجة، وهذا لم يحصل في السابق، ولا يُتوقع أن يحصل في اللاحق، بل إن إسرائيل في الحقيقة تدفع الشباب الفلسطيني إلى أحضان «حماس» دفعاً. وللحديث بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تخدم إسرائيلُ «حماس» كيف تخدم إسرائيلُ «حماس»



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon