توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

همسة في أذن بعض العلماء

  مصر اليوم -

همسة في أذن بعض العلماء

بقلم - حمد الماجد

سُئل عالم فاضل عن اعتراض أحد المثقفين على وصفة طبية نبوية بأن هذا الاعتراض إلحاد وردة عن الإسلام، وأنه يجب أن ينفذ في حقه أحكام الردة، وهذا في تقديري ليس حكماً قاسياً فحسب، بل يفتقر إلى أبجديات وأسس الحوار العلمي الرصين، أما أنه حكم قاسٍ فلأن عدداً من العلماء وطلبة العلم المتخصصين يرون أن أقوال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مسائل الطب مثل اجتهاده في مسألة (تأبير النخل) أي تلقيحه، فقد اعترض النبي على عملية التلقيح فقال: «لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ»، فتركه الصحابة فخرج التمر شيصاً أي فاسداً، فذكروا ذلك للنبي فقال كما في صحيح مسلم (أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ) أو (إِذَا كَانَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ بِهِ، فَإِذَا كَانَ مِنْ أَمْرِ دِينِكُمْ فَإِلَيَّ).

لم أورد هذه المسألة الطبية النبوية في معرض المشاركة تأييداً أو معارضة، الذي يهمني هنا أن التعامل مع المستجدات والنوازل والمسائل الفقهية الحساسة تُسخن أحياناً درجة الحوار، فتؤدي أحياناً إلى أن يتجاوز التعبير وتتوتر المفردات، وهذا لن يكون مقبولاً من عامة المتحاورين من المثقفين والإعلاميين، فكيف بالعلماء ورثة الأنبياء والمفترض فيهم أن يتحلوا بأكبر قدر من «الموضوعية» والهدوء في الجدل العلمي فيما بينهم أو مع غيرهم.

يحدثني أحد علماء السعودية أنه وهو في معرض أي جدل علمي صرف تجد أحياناً من يجعل في حيثيات اعتراضه أن هذه الفتوى أو ذلك الاجتهاد على خلاف ما كان يفتي به مثلاً سماحة الشيخ فلان والعلامة فلان، وهذه بالتأكيد مداخلة ليس فيها ما يرقى إلى المناقشة العلمية، ففطاحل العلماء قديماً وحديثاً أصدروا فتاوى على خلاف ما كان سائداً بين شيوخهم وأقرانهم وسيأتي مستقبلاً من يستدرك فيعترض أو يفصل فيما ساد بين مشايخه، فالحوارات العلمية مثل الماء يصلحه الجريان ويمسي آسناً إذا ركد.

ولما اجتهد عالم في موضوع الرمي في الحج قبل الزوال، وصفه عالم آخر بأنه وقع في (هوة مردية، واكتسب بكتابتها سمعة مزرية، وفاه بجهالة جهلاء، وضلالة في هذا الباب عمياء) وهذا أيضاً بالتأكيد لا يدخل في باب النقاش العلمي الموضوعي، الذي يقارع الحجة بالحجة والدليل بالدليل، هذا ناهيك من أن فتواه فك الله بها كربة الحجاج ويسر بها عليهم بعد عسر، والعلماء الذين يتبنون الفتوى نفسها في ازدياد.

كما أنه من الخطأ أيضاً أن يتحول النقاش العلمي إلى أسلوب يستخدم فيه الترهيب والوعيد، مثل أن يقال أحياناً إن من يتبنى هذا الرأي أو ذاك فإنه سيحدث ثلمة في الإسلام، أو سيستغلها أعداء الدين والملة، أو أن متبني هذه الفتوى قد تلبسه الهوى.

نتمنى من مشايخنا الفضلاء التلطف مع المخالفين للفتوى السائدة وعدم وصفهم بالمرجفين والمتخرصين، أو أنهم لم يكترثوا بأقوال النبي (صلى الله عليه وسلم) في الموضوع، فقد تعلمنا من مشايخنا أن أفهام الناس تختلف منذ عهد النبوة وستظل كذلك إلى يوم الدين، وليست مخالفة فتوى عالم بالضرورة مخالفة للدين أو رداً للوحي لا في المسائل الطبية ولا غيرها، وقد رفع شيخ الإسلام ابن تيمية الملام عن الأئمة الأعلام في كتيبه الشهير، فكيف نضع الملام عليهم وعلى الباحثين والمحاورين تارة أخرى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

همسة في أذن بعض العلماء همسة في أذن بعض العلماء



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon