توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخليجيون وجينات الثورة

  مصر اليوم -

الخليجيون وجينات الثورة

بقلم: حمد الماجد

الدكتورة عبير كايد الأكاديمية الفلسطينية تعلن عن اكتشاف جيني مذهل قد تحصل بسببه على جائزة نوبل في العلوم. خلاصة هذا الاكتشاف، الذي أفصحت عنه مؤخراً لفضائية «ثائرة»، أن الخليجيين، خلاف غيرهم من البشر، تنعدم فيهم جينات الثورة. وتؤكد هذه الأكاديمية الثائرة في معرض اكتشافاتها التحليلية العميقة، أن النفط نقمة على الخليجيين وليس نعمة، لإن النفط أصاب هذه الشعوب بالكسل والبلادة، فمهما ثارت الثورات من حولهم، فهم خامدون ومهما تحركت الشعوب الأخرى ضد حكامها في مظاهرات واحتجاجات ومسيرات فهم هامدون.
فَجَعَ هذه الأكاديمية «الغيورة» أن الدول الخليجية مستقرة ومزدهرة فلا قلاقل ولا إحن ولا محن ولا فتن، أثبتت نتائج تأملاتها أن استقرار الدول الخليجية هو بسبب بلادتهم، وأن التناغم بين الحاكم والمحكوم مصدره كسلهم، وأن الطفرات التنموية في دولهم سببها حرمانهم من جينات الثورة (!!)، وأن رخاء العيش عندهم وضع مَرَضي جالب لجراثيم «التنبلة»، ونفهم من منطوق كلامها أن الشعوب الخليجية لن تكون شعوباً طبيعية مثل باقي شعوب العالم حتى ينْفُضُوا عن جيناتهم غبار الخمود والخمول ليثوروا على أمنهم المستقر، ويتظاهروا ضد ازدهارهم المستمر، ويُسيِّروا مسيراتهم ضد اقتصادهم المتنامي، ويحتجوا ضد رغد عيشهم الذي هوى بهم في مراتع الكسل.
نفهم من كلام الدكتورة عبير أن الشعوب الخليجية ستُمسي شعوباً طبيعية إذا جرَّتِ البلاد والعباد إلى منزلق الثورات ولهيب الحراكات، وحين يثبت الخليجيون قدرتهم على إشعال نيران الاحتراب الداخلي ودمار البنى التحتية والفوقية، ستعترف هذه الأكاديمية «الحريصة» بأن شعوب الخليج أضحت شعوباً بجينات سليمة حين تشتعل الثورات في دولها فتهلك الحرث والنسل، وبعض العباد يحبون الفساد. ستفرح هذه الأكاديمية «النصوح» بثورية الخليجيين حين تتشظى شعوبهم الى ميليشيات عسكرية دموية وأحزاب متناحرة كل حزب بما لديهم فرحون، وستستنشق عبير عبيرَ الفرحة حين ترى شعوب الخليج تحولوا إلى كائنات ثورية تهاجر بلدانها بمئات الألوف حفاة عراة ينهشهم العطش وينهكهم الجوع بعد أن تمددت الثورة وأمست ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم.
وستبارك هذه الأكاديمية الثورية ثورة شعوب الخليج حين ترقب تدخلات عدد من الدول الكبرى في الخليج للفوز بكعكة النفط التي، كما تقول الدكتورة عبير، حولت الشعوب الخليجية إلى شعوب كسلانة، ولن تخفي فرحتها وهي ترقب أفراخ «داعش» و»القاعدة» وأحزاب الإرهاب وخلاياها النائمة والمستيقظة وهم يتقاطرون على دول الخليج لسكب النار على الثورة وثوارها.
أيها الثائرون والثائرات الذين يهيمون بالثورات ويعشقون الحراكات، الشعوب الخليجية أخذت العبرة من الثورات العربية المدمرة، وفهمت درس الثورات ولا تريدها، ولا تطيقها، ولا تعترف بها طريقاً للإصلاح، فلديها من السبل والطرق والأزقة لتحقيق الإصلاحات بالتفاهم والتناغم بين الحاكم والمحكوم ما يوصل للهدف ويحقق الغاية ويجنبها ويلات الثورات وثبور الحراكات .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخليجيون وجينات الثورة الخليجيون وجينات الثورة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon