توقيت القاهرة المحلي 12:25:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شجرة لوز في دبي

  مصر اليوم -

شجرة لوز في دبي

بقلم - سمير عطا الله

كان نيلسون مانديلا صديقي. وكان كذلك على طريقة الشعراء الذين يقولون يا صديقتي النخلة ويا صديقتي شجرة اللوز في أول الربيع، ويا صديقتي نجمة الصبح في الليالي الواسعة القمر. وكان نيلسون صديقي يوم كان في السجن نموذج المطالب بالحرية، ويوم خرج من السجن وأثبت كم هو خليق بها.
ولي في الحقيقة مجموعة من الأصدقاء مثل شجر اللوز المزهر في أول الربيع. منهم غاندي الذي كان يشبه عصفوراً جائعاً ومشرداً. ومنهم نهرو الذي أسس شيئاً أسطورياً اسمه دولة الهند. ومنهم مارتن لوثر كنغ الذي أكمل مهمة أبراهام لنكولن في تحرير عبيد أميركا، ومهد الطريق لمانديلا. ومن أصدقائي عهد التميمي التي تخشى إسرائيل أن تحاكمها علناً، لكي لا تخرج إلى العالم صورة مانديلا آخر.
سمى الدكتور محمد الرميحي القمة الحكومية في دبي «أكاديمية محمد بن راشد». وكان في المؤتمر هذا العام أربعة آلاف ضيف من أنحاء العالم. ولست أعرف كيف تنظم دبي مؤتمراتها، وكيف تنتقي ضيوفها. ربما كمثل ما تنظم حياتها.
حرصت على قراءة معظم المناقشات والكلمات والمداخلات التي جرت في المؤتمر. وليس من الممكن الإحاطة بها جميعاً، لكن من الضيوف الأجانب أعتقد أن «أهم» كلام كان للعالم السياسي الأميركي فرنسيس فوكوياما ورؤيته للتحول في مراتب ومواقع الأمم، مستخلصاً أن الصين سوف تحل مكان أميركا في المرتبة الاقتصادية الأولى خلال ثلاث سنين.
أما «أجمل» كلمة فكانت تلك التي ألقتها الصديقة العذبة غراتشا ماتشيل، أرملة العم الطيب العِطر والذكر نيلسون مانديلا. قالت: كانت أهمية مانديلا في مدى إدراكه بالشعور بالكرامة لدى كل فرد. وكانت له القدرة على فهم وتقدير ما يصبو إليه الآخرون. فأنت لا تستطيع أن تبني جسور المحبة مع الآخرين إذا لم تدرك أن ثمة حقاً في الجانب الآخر أيضا.
وسئلت السيدة مانديلا ما هو الأهم في إرث زوجها فقالت: «في زمن النزاعات ننسى دائماً أن هناك روحاً بشرية على الجانب الآخر. هذا الإدراك جعل مانديلا يتعالى فوق الخلافات الاجتماعية والسياسية والقبلية في جنوب أفريقيا. وفي زمننا الحاضر حيث تقسم الحروب العالم، يجب أن نتعلم منه الالتزام بالتمييز بين الفرد والقضية».
«الذين يغذون النزاعات أكثر خطورة من الذين يشعلونها. علينا أن نوسع آفاقنا ونعمّق النظرة إلى ما حولنا. ما من بشري فئة ثانية. نحن جميعاً بشر وكلنا متساوون». هكذا تكلمت الصديقة العزيزة، غراتشا، شجرة اللوز في أول الربيع. ثمة دائماً أصوات جميلة تذكر البشر بالإنسان. ففيما يقول المحللون إن سوريا سوف تكون أفغانستان ثانية، ويقول آخرون، صومالا آخر، تجلس هذه السيدة في ظل شجرة لوز وتنشد للربيع.

 

عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شجرة لوز في دبي شجرة لوز في دبي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon