توقيت القاهرة المحلي 09:00:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مع أحمد بهاء الدين (1- 2)

  مصر اليوم -

مع أحمد بهاء الدين 1 2

بقلم: مصطفى الفقى

تُعتبر الحياة الصحفية للكاتب الراحل الكبير أحمد بهاء الدين نقطة تحول فى الصحافة المصرية، حيث بدأ رحلته من روزا اليوسف ونال تقدير سيدة الدار، فاطمة اليوسف، حتى أصبح تاليًا لابنها إحسان عبدالقدوس فى القرب منها والثقة فيه كاتبًا شابًّا موهوبًا لديه رصيد كبير من مقومات التأمل والتفكير، فضلًا عن متابعة ممتازة للتاريخ السياسى فى مصر الحديثة، ولقد بلغ من ثقة فاطمة اليوسف به ما تردد عن أن أحمد بهاء الدين هو الذى صاغ مذكراتها وكتبها بقلمه وأسلوبه تعبيرًا عن أفكارها وتاريخها الحافل.

وأظن أن أحمد بهاء الدين فى تاريخ الصحافة أيقونة من نوع خاص تختلف عن غيرها، وقد لفت نظرى دائمًا أن علاقته بالأستاذ محمد حسنين هيكل كانت علاقة طيبة فيها احترام متبادل وفهم مشترك لطبيعة الصحافة وأهميتها فى الحياة السياسية فى العقود الأخيرة، والكاتب الكبير من بيت صعيدى، من محافظة أسيوط، حصل على ليسانس الحقوق، وتمرس فى الحياة الصحفية والسياسية والفكرية من مطلع حياته، وظل دائمًا راصدًا للتطورات الثقافية والاجتماعية فى الدولة المصرية، وكانت له كتابات مهمة عن الملك فاروق ووزاراته وعن جيهان السادات وتاريخها المتميز، وهو صاحب التعبير الشهير عن الانفتاح (سداح مداح)، ولقد تبوأ مناصب صحفية رفيعة، بدءًا من رئاسته تحرير المجلة الجديدة، التى عبرت عن القلوب الشابة والعقول المتحررة، وهى مجلة صباح الخير، التى صدرت تعبيرًا عن روح الشباب المتجدد فى مؤسسة روزا اليوسف العريقة عام 1956.

كما تبوأ فى مرحلة معينة رئاسة تحرير «الأهرام»، وترأس أيضًا تحرير المجلة العربية الشهيرة «العربى»، تاليًا للعالِم الكبير، الدكتور أحمد زكى، وقد استطاع «بهاء الدين» أن يقود مدرسة جديدة فى الكتابة، فهو الذى طوع اللغة ببساطة شديدة للتعبير عن الأفكار المهمة، ووصل بكتابة العمود الصحفى إلى المواطن العادى ليُشركه فى أصعب القضايا وأخطر الأمور، ويكفى أنه أول من كتب- فى أعقاب نكسة يونيو 1967- عن الدولة الديمقراطية فى فلسطين التى تضم العرب واليهود، كما أنه كان أول مَن بشر بحل الدولتين، الذى مازلنا نطالب به حتى الآن.

لقد تميز الأستاذ أحمد بهاء الدين بدرجة عالية من التعامل مع السلطة الحاكمة عن بُعد، بل برع ذلك الكاتب الكبير فى أن يجعل من مفهوم الغياب عن الساحة تعبيرًا غير مباشر عن وجهة نظره تجاه الأحداث والمواقف والأشخاص، ولقد توثقت علاقتى به عندما بدأت أفكر فى موضوع أطروحتى للدكتوراة من جامعة لندن فى مطلع سبعينيات القرن الماضى، فلجأت إلى ذلك العقل المضىء والذهن المتوهج ألتمس رأيه فى موضوع الرسالة، وأبديت له اهتمامى بالأديان ونشأتها فى الشرق الأوسط، ثم بالعلاقة بين المسلمين والأقباط فى الوطن المصرى، وقد ظل يحاورنى حتى اهتدينا إلى موضوع «الأقباط فى السياسة المصرية»، مع دراسة تطبيقية على مكرم عبيد باشا، وأفادنى الكاتب الكبير كثيرًا من رؤيته الواسعة ومعلوماته الغزيرة.

فضلًا عن أن حياته الشخصية كانت هى الأخرى نموذجًا رفيعًا للوحدة الوطنية، عندما اقترن بفتاة فاضلة من أسرة قبطية عريقة، فكانت زوجته خير عون له، حتى إنها لا تزال على تواصل مع أصدقائه المصريين والعرب وأسرهم حتى الآن، ومازلت أشعر بحرص شديد على متابعة الجمعية الخيرية التى أنشأها ابنه الواعد الاقتصادى القانونى الكبير، الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء الأسبق، الذى حرص على أن تكون الجمعية التنموية التى يرعاها باسم والده الكبير فى مسقط رأسه وفى القرية التى نشأ فيها وارتبطت بها عائلته.

ولا يزال الاحتفال السنوى الذى يقيمه الدكتور زياد بمثابة مراجعة أمينة للخدمات الكبيرة التى تقدمها تلك الجمعية، التى أرى أنها يمكن أن تكون نواة لمشروعٍ ضخم تحت عنوان (الجذور)، حيث يستلهم كل مَن أُوتى حظًّا من المعرفة أو المكانة امتدادًا لما بعد حياته يخدم به المكان الذى نشأ فيه وخرج منه مثلما فعلت أسرة بهاء الدين تكريمًا لذكرى ذلك الكاتب الكبير، الذى حظى باهتمام كبير من المصريين والعرب على حد سواء فى حياته وبعد رحيله.. وللحديث بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع أحمد بهاء الدين 1 2 مع أحمد بهاء الدين 1 2



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon