توقيت القاهرة المحلي 10:44:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مجمع اللغة العربية.. الأزمة والحل

  مصر اليوم -

مجمع اللغة العربية الأزمة والحل

بقلم:مصطفى الفقي

تعتز مصر بأنها البلد العربى الذى اقتحم ميدان المجامع اللغوية منذ بداية الربع الثانى من القرن العشرين، وقد ضم مجلس ذلك المجمع فى بدايته مجموعة من كبار المفكرين والمثقفين من كافة التخصصات ليكونوا نواة لمجمع الخالدين الذى مر عليه شخصيات كبرى فى تاريخنا الفكرى من مختلف فروع المعرفة، وما من مفكر كبير أو مثقف مرموق إلا وارتبط بذلك المجمع بالعضوية التى أصبح يقررها صندوق الانتخاب بين الأعضاء، وذلك بعد أن استأثر الملك فؤاد بتعيين المجموعة الأولى له فى البداية، ولقد تبعته مجامع أخرى فى بعض الدول العربية.

ومازلت أتذكر لقائى منذ سنوات فى صالون أحد المطارات بالدكتور شاكر الفحام الذى كان وزيرًا ورئيسًا للمجمع اللغوى السورى، وهو بالمناسبة صهر عالم نوبل الكبير أحمد زويل الذى اقترن بالسيدة ديما ابنة ذلك المثقف السورى الكبير عندما التقوا جميعًا فى احتفال الحصول على جائزة الملك فيصل عام 1989، وقد أنجب الدكتور زويل من ابنة الدكتور الفحام ولدين تلتقى فى دمائهما قطراتٌ من جائزة نوبل وقطرات أخرى من مجامع اللغة العربية التى يتحدث بها الوطن الكبير والذى يحتضن لغة الضاد ويعتز بها دائمًا ويفاخر فى كل الأوقات.

وقد تبوأت رئاسة المجمع اللغوى بالقاهرة شخصيات بارزة أهمها عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين وغيره من أساطين اللغة وأعلام الفكر والأدب، وقد ظل المجمع مؤديًا رسالته حتى الآن رغم الظروف الصعبة التى يمر بها برحيل عدد كبير من أعضائه الذين غيبهم الموت، وقد تولى رئاسته فى السنوات الأخيرة فضيلة الدكتور حسن الشافعى الذى أعتز بأننى زاملته فى الدراسة بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن منذ عدة عقود، ثم آلت رئاسته حاليًا إلى الأستاذ الدكتور عبدالوهاب عبدالحافظ الرئيس الأسبق لجامعة عين شمس ومعه الدكتور عبدالحميد مدكور الأمين العام، ولكن العدد قد تناقص على نحو يهدد بعدم اكتمال النصاب مستقبلاً لواحد من أهم المجامع اللغوية فى العالمين العربى والإٍسلامى، وعلى الرغم من أن الشيخ الدكتور سلطان القاسمى أمير الشارقة يساند اتحاد المجامع العربية الذى بنى له مقرًا رائعًا فى القاهرة فإن تناقص أعداد علماء المجمع قد أصبح ينعكس سلبًا عليه، ـ وهو الأمر الذى دعا حاكم الشارقة إلى محاولة تعزيزه حتى بدأ بإنشاء مجمعٍ مستقل فى إمارته الصاعدة، ولقد حاول الراحل الدكتور صلاح فضل ـ الذى تولى رئاسة المجمع مؤقتًا لفترة قصيرة ـ أن ينهض به ولكن التأخر فى إجراء الانتخابات لتعزيز العضوية فى المجمع قد أدى إلى إخفاق هذه الجهود، وها هو المجمع يواجه حاليًا أزمة قد تؤدى إلى توقف أعماله أو على الأقل الإخلال بأنشطته.

ولاشك أن تلك المحنة التى يمر بها المجمع على الرغم من الجهود الصادقة التى يبذلها القائمون عليه فإنه ينتظر قرارًا رئاسيًا من خلال وزارة التعليم العالى للبدء فى عملية فتح باب الترشيح وإجراء انتخابات وفقًا لما درجت عليه لوائح المجلس حتى يكتمل النصاب لديه وينتظم العمل فيه، لأنه واحد من أهم وأكبر أيقونات الوطن المصرى التى ترصع سماءه فى كل حين، وأنا أرفع صوتى عاليًا كمواطن مصرى يعتز بلغته العربية وثقافته المنتمية للحضارة التى تفرض نفسها على الساحة فى كل حين..

نعم إننى أستجيب للنداءات المخلصة التى تطالب بإنقاذ مجمع اللغة العربية من محنته وتكليف رئيسه العالم الجليل بإعلان إجراء الانتخابات لملء المقاعد الشاغرة والدفع بالمجمع حتى يمارس الخالدون أدوارهم ويقطف الوطن ثمارًا نهائية لأعمالهم المباركة.. تحية لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، ولكل من يمد يده بالعون والمساهمة والرأى لذلك الصرح الخالد الذى سوف يبقى علامة مضيئة على مر الأزمان.

*نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجمع اللغة العربية الأزمة والحل مجمع اللغة العربية الأزمة والحل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon