توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رؤوف غبور.. خبرات ووصايا

  مصر اليوم -

رؤوف غبور خبرات ووصايا

بقلم: مصطفى الفقى

هناك صفحات مطوية فى الذاكرة تطفو أحيانًا على السطح عندما تجد من يدفعها، فقد ذكّرنى ما كتبه الروائى الكبير إبراهيم عبدالمجيد عن مذكرات د. رؤوف غبور التى أصدرها بنصيحة ملحة من أصدقائه، وفى مقدمتهم المهندس صلاح دياب ناشر «المصرى اليوم».. ذكّرنى بأحداث تعود إلى عام 1991، حيث كنت شاهدًا مباشرًا على واقعة اعتقال الدكتور رؤوف بجريمة وهمية، إذ أبت عليه شهامته الأخلاقية أن يكون شاهد ملك ويخرج من تلك الأزمة تمامًا بينما يدفع الطرف الآخر الثمن فادحًا، وكنت أعرف الطرفين.. وقد عرفت الدكتور رؤوف من خلال والده الراحل الأستاذ كمال غبور، الذى التقيته أول مرة فى العاصمة الفرنسية باريس، ثم عاود الاتصال بى فى مودةٍ واحترام متبادل إلى أن فاجأنى ذات مساء بمكالمةٍ قلقة يبلغنى فيها باعتقال نجله الدكتور رؤوف متهمًا بتقديمه رشوة لموظف عام، واستحلفنى بأن أتدخل لرفع الظلم عنه فى ذلك الوقت الحرج.. وبالفعل تأكدت مما حدث، كما أننى كنت أعرف الموظف العام حيث كنّا ننتمى إلى محافظة واحدة وأعرف أنه رجل خدوم ومن عائلة ميسورة، فشعرت أن فى الأمر مكيدة، مما دفعنى للاتصال بمسؤول أثق به فى مباحث الأموال العامة، وكان صادقًا فى قوله عندما ذكر لى أنه لا يرى فيما حدث جريمة حقيقية، وشجعنى ذلك على أن أرفع الأمر إلى الرئيس الراحل مبارك الذى طلب الانتظار حتى تنتهى التحقيقات، وظل الدكتور رؤوف فى محبسه لما يقرب من ستة شهور، تعرّف فيها على الكثيرين داخل السجن واكتملت لديه صورة المجتمع المصرى الحقيقية، إلى حد أنه طلب من إدارة السجن نقله إلى الحبس الانفرادى حتى لو كان ذلك فى غرف المحكوم عليهم بالإعدام، حتى يجد فرصة للتأمل وحيدًا فيما جرى له من محنة كمن وقع على رأسه حجر ضخم دون سابق إنذار. وكان والده يتواصل معى تليفونيًا كما كانت قرينته العظيمة سيدة الخير والبر الدكتورة علا غبور تتصل بى معبرة عن قلقها الشديد على زوجها الذى يقبع خلف القضبان.. والسيدة علا غبور، قرينة الدكتور رؤوف الراحلة، هى التى وقفت فى بسالة وراء المشروع الضخم لمستشفى سرطان الأطفال.. وأتذكر فى العزاء يوم رحيلها أن طوابير المعزين من رجال وسيدات كانت تسد الشوارع حول كنيسة المرعشلى بالزمالك.

مقالات متعلقة

    مع أحمد بهاء الدين (2- 2)

    مع أحمد بهاء الدين (1- 2)

    تحية لسراج الدين وتهنئة لزايد

ونعود مرة ثانية إلى الدكتور رؤوف، الذى كان قابعًا فى السجن، مصرًا على براءته، رافضًا كل الضغوط عليه لتقديم الرشوة فى مقابل أن يبرح جدران السجن فى الحال، ولكنّ خُلقه وتربيته أبت عليه أن يكون حرًا طليقًا على حساب طرف آخر يعرف جيدًا أنه مظلوم.. ومرت الأيام ثقيلة على الأسرة الحزينة، إلى أن حسم قضاء مصر العادل الأمر برمته، وقضت المحكمة ببراءة رؤوف غبور وشريكه فى القضية، إذ وقر فى ضمير القضاة ألا جريمة فى البيع والشراء بين طرفين مادامت كل الإجراءات صحيحة والوقائع ثابتة ولا توجد شبهة مجاملة أو رائحة تربّح من الموضوع.

وبعد أن أنهيت عرض البريد اليومى على الرئيس الراحل، بادرته قائلًا إن الدكتور رؤوف غبور الذى كان متهمًا بتقديم رشوة قد قضت المحكمة ببراءته هو والمتهم الآخر، فقال لى الرئيس مالا أنساه أبدًا: «وهل كان لديك شك فى ذلك؟!».. وبذلك اجتاز الدكتور رؤوف واحدًا من أصعب صراعات العمر، وأنا أدعو لذلك الصديق المعروف بالنبل والشهامة أن يتغلب على صراعه الحالى مع المرض، وأن يكتب الله له الشفاء، إنه على كل شىء قدير. هذه صفحة كانت مطوية فى شهادة غائبة رأيت أن أدفع بها بعدما ذكّرتنى بتفاصيلها تلك المذكرات الصادقة التى كتبها رجل الأعمال الدكتور رؤوف غبور، حتى تكون سطورها نورًا يهدى أبناءنا وبناتنا من الشباب، وليدركوا أن الحقيقة هى الباقية، ولو بعد حين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رؤوف غبور خبرات ووصايا رؤوف غبور خبرات ووصايا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon