توقيت القاهرة المحلي 05:21:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة إلى عام 2021

  مصر اليوم -

رسالة إلى عام 2021

بقلم : مصطفى الفقي

تعلم أيها العام الجديد القادم من ضمير الغيب أن سلفك لم يكن عامًا سعيدًا على البشرية، وأنه قد حمل لها وباءً لئيمًا جثم على صدور الملايين وأودى بحياة مئات الألوف ومازال يمارس نشاطه المستتر بغزو الأجساد دون قاعدة واضحة أو احترازات مؤكدة، فهو حريص على ألا يعطى مفاتيحه الحقيقية لمن يحملون العبء الأكبر من رجال ونساء الجيش الأبيض، لقد ضرب الوباء الذى ظهرت بوادره فى الربع الأخير من عام 2019 واستمر مع شهور عام 2020، وفقدنا خلال ذلك أقارب وأصدقاء وزملاء بعد مائة عام من تفشى الإنفلونزا الإسبانية، وكأنما هى دورة قرن من الزمان تذهب وتعود عندما تشاء.. ونحن متفائلون بك أيها العام الجديد لتمسح الدموع، وتخفف الآلام، وترفع معاناة المحنة عن صدور البشر وأن يصل خلالك الترياق الحقيقى والتطعيم الصحيح الذى لا يختلف عليه الناس ولا تثور حوله الأقاويل، فقد تركت محنة وباء الكورونا أزمة شك كبيرة مع جدل واسع من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، حيث خلطت الحابل بالنابل وأطاحت بالفروق بين الشائعة والحقيقة وأصبحنا أمام ركام ضخم من التحليلات، والتأويلات، والنصائح والتعليمات.

إننى لا أريد أن أفرط بالترحيب بك عام 2021، كما لا أستطيع أن أدين سلفك إدانة كاملة، فلقد قالت العرب قديمًا: (رب يوم بكيت منه فلما مضى بكيت عليه)، فأرجو ألا تخذلنا حتى لا ينظر إلينا عام 2020 فى شماتة وسخرية، بل نرجو أن يكون على يديك الفرج وفيك المخرج، يعود بك الاطمئنان والسكينة ونسترد الثقة المفقودة فى بعض فروع البحث العلمى ودروب الحروب البيولوجية التى بدأت تطل برأسها على الإنسان والحيوان على السواء. أيها العام الجديد، أسأل الله فيك زوال الأحقاد، وتراجع الأوبئة، وتوقف الصراعات الدامية والحروب القاتمة، ودعنى أهمس فى أذنيك بكلمات قليلة، أطالب من خلالها تكنولوجيا المعلومات بأن تترفق بالبشر، وأن تدرك أن هناك أجيالًا ترحل وأخرى تتقدم، ونأمل ألا تتسع الهوّة بين هؤلاء وأولئك، وأعاود لأواصل الهمس فى أذنيك، لا تتصور أن ما يجرى هو نهاية المطاف أو خاتمة الوجود، فلقد عرف أجدادنا الطاعون ثم اختفى، وعرفوا السل ثم توارى، وعرفوا السرطان وتعايشوا معه، وعرفوا عشرات الأوبئة الفتاكة والأمراض المزمنة، ولكن الجنس البشرى واصل الحياة لأنها إرادة الخالق فى استمرار مخلوقاته وتواصل كائناته عبر الأزمنة والعصور مهما كانت التحديات، اللهم احم الكنانة برعايتك، وادفع عنها الشرور بحمايتك، واكتب للبشر جميعًا بغير استثناء راحة البال والصبر على الأهوال، فنحن جميعًا- مع اختلاف الحضارات وتباين الثقافات وتعدد الديانات- نمخر عباب الحياة فى سفينة واحدة تسعى إلى شاطئ الأمان لترسو على البر فى سلام، كما أننا لا نسألك رد القضاء ولكن - كما يقولون- نسألك اللطف فيه، فبعد ساعات قليلة يطلع نهار جديد وتبزغ شمس عام قادم ويرحل عام مضى بما له وما عليه، ونرنو جميعًا إلى مستقبل أفضل وحياة أكثر أمنًا، يختفى فيها الفقر الذى يطيح بكل القيم، ولا يوجد فيها قلق يدمر النفوس.

ولنتذكر قوله تعالى (الَّذِى أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ)، فليكن عام 2021 هو عام تضميد الجراح، وعام المصالحة الشاملة وبداية التضامن البشرى والتعاون المشترك فى كل المجالات، نريده عامًا ترتفع فيه رايات التعليم، وتزدهر فيه صحة الملايين، وتتقدم مواكب الصناعة فى أرض المحروسة حتى تتناغم أحجار الأبنية الرائعة مع معزوفة الإنجازات التقنية، ولنتذكر أن أدق تعريف لكلمة (تكنولوجيا) هو توظيف العلم فى خدمة الصناعة، ولن تستعيد مصر ريادتها وتسترد مكانتها إلا بتقديم الدولة النموذج للمنطقة بأسرها يوم يفتح الستار عن مصر الحديثة لتطل على الأشقاء والأصدقاء دولة عصرية ديمقراطية مزدهرة.. دعنا نهمس فى أذن العام الجديد ببيت شعر قاله المتنبى، نهديه الآن إلى عيد رأس السنة الميلادية، فنقول: (عيد بأية حال عدت يا عيد... بما مضى أم بأمر فيك تجديد).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة إلى عام 2021 رسالة إلى عام 2021



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon