توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفن المصري

  مصر اليوم -

الفن المصري

بقلم : مصطفى الفقي

لا يختلف اثنان على أن الفن المصرى يتصدر القوى الناعمة التى صدرتها الكنانة إلى العوالم العربية والإسلامية والإفريقية بحيث تشكلت صورة مصر فى أذهان كثير من الشعوب من خلال الدراما المصرية والأغنية الوطنية والعاطفية فضلًا عن تأثير المسرح أب الفنون، والسينما التى جاوز عمرها فى مصر المائة عام منذ عدة سنوات فضلًا عن البث الإذاعى والإشعاع التليفزيونى ومعالجة الفن المصرى لكافة الجوانب الإنسانية فى حياة البشر، ويكفى أن نتذكر تظاهر بعض أبناء الشعب التونسى الشقيق عندما جرى إيقاف أحد المسلسلات المصرية بسبب سياسات كامب ديفيد منذ أكثر من أربعين عامًا وكيف يتابع أشقاؤنا العرب التمثيليات المصرية بشغف، ولا أنسى وأنا أجوب شوارع المغرب أنه كلما اكتشف أحد أشقائنا المغاربة أننى مصرى صاح أم كلثوم.. عبدالحليم حافظ.. عادل إمام، وأتذكر أن الرئيس التونسى الأسبق عندما جاء إلى مصر طلب أن يزور ثلاثة أماكن، الأول هو المتحف المصرى، والثانى هو لقاء فنان الشعب الراحل محمد عبدالوهاب والثالث الالتقاء بأديب نوبل نجيب محفو

تلك أيها السادة هى صورة مصر لدى غيرنا، فما بالنا نجلد الذات ونصفع الفن المصرى على وجهه المشرق دون مبرر؟! أقول ذلك بمناسبة ما ذكره أحد السادة من ممثلى الشعب فى مجلس النواب الجديد عندما دمغ الفن المصرى بالفساد فى تعميم ظالم لا مبرر له، وكان يمكن أن أتفق مع سيادته لو أنه قال: إن هناك أحيانًا بعض الأعمال الفنية الهابطة التى تفسد الذوق العام فى بلادنا، عندئذ لن يكون هناك تثريب عليه ولا لوم له، فتلك حقيقة، ولكن تمثل نسبة محدودة للغاية من أعمال ضخمة قدمها الفن المصرى فى القرنين الأخيرين منذ سعى إلى المحروسة الأدباء والشعراء والفنانون من بلاد الشام وغيرها يطلبون الأمن والأمان فى بلد يفتح ذراعيه مستقبلًا لكل المواهب والاجتهادات التى تخاطب الوجدان العربى من خلال المنبر المصرى، بل إننى أزعم أنهم قلائل أولئك الذين اشتهروا فى بلاد الشام دون الحصول على خاتم الاعتماد الفنى من مصر وأذكر منهم تحديدًا بعض أقطاب الفن مثل فيروز، ودريد لحام، وصباح فخرى وربما وديع الصافى أيضًا، إلا أن نسبة كبيرة من فنانى مصر المشهورين قد اختلطت فيهم الدماء العراقية المصرية فى حالة نجيب الريحانى، والهوية السورية فى حالة فايزة أحمد، والجنسية اللبنانية فى حالة صباح، والدماء الكردية فى حالة سعاد حسنى، فضلًا عن ابن جبل الدروز ذائع الصيت الموسيقار فريد الأطرش، لذلك فإنه يجب النظر إلى الفن المصرى باعتباره البوتقة التى انصهرت فيها مواهب الناطقين بالعربية والعازفين بالألحان الشرقية.

حتى إننا لا نجد غضاضة فى أن نقول إن المسرح والسينما فى مصر قد حظيا بمشاركة كبيرة من أشقائنا القادمين من بلاد الشام وغيرها من أقطار العروبة، من هنا فإننى أطالب السيد النائب المحترم بمراجعة مقولته لأنها لا تعد إساءة للفنانين وحدهم بل هى إساءة مباشرة للذوق العام المصرى، وعلى سيادته أن يتذكر أن عبدالوهاب، وأم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، ويوسف وهبى وفاتن حمامة وغيرهم عشرات وعشرات هم رموز للنهضة الفنية المصرية لا يمكن تجاهل دورهم أو إنكار جهدهم فى تعزيز القوى الناعمة المصرية التى غزت تاريخيًا الأجيال المتعاقبة وكل من ينطق العربية فى بقاع الأرض، إن الفن المصرى ارتبط أيضًا بنضال الشعب المصرى فى كافة المناسبات الوطنية وكان جزءًا لا يتجزأ من الوجدان المصرى الذى يمثل جوهر الوجدان الشعبى لدولة تعيش فوق تراكم حضارى تنفرد به عن شعوب الدنيا بأسرها، كما أن الفنان المصرى يقع أحيانًا تحت طائلة انتقادات ظالمة تحمله ما لا يحتمل رغم وجود عبقريات لا يمكن إنكار وجودها، ومواهب تحتاج إلى الدعم والرعاية.. وإذا كان قد قيل من قبل إن الحاجة أم الاختراع، فإننى أضيف إليها أن الحرية أيضًا هى أم الإبداع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفن المصري الفن المصري



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon