توقيت القاهرة المحلي 18:44:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحصار الإعلامى حول مصر

  مصر اليوم -

الحصار الإعلامى حول مصر

بقلم - مصطفى الفقى

 لقد تابعت بعض محطات (التلفزة) الدولية عند تعرضها لأخبار مصر وأحوالها فأيقنت أن هناك حصارًا لا أخلاقيًا مضروبًا على مصر فى محاولة لتشويه كل ما يتصل بها أو يخرج منها، ولقد صادفنى فى أسبوع واحد أن شاهدت ما تقوله الـ (CNN) الأمريكية والـ (BBC) البريطانية و(الجزيرة) العربية لكى أخرج بانطباع مؤكد أزداد اقتناعًا به يومًا بعد يوم ومؤداه أن القوى الدولية والإقليمية لا تريد لمصر أن تحلق إلى أعلى، لأنهم يرون فى ذلك خطرًا يهدد مصالحهم ودورًا حيويًا ينتقص منهم، وهم بالمناسبة لا يريدون لمصر السقوط الكامل لأنهم يرون فى ذلك انهيارًا شاملًا للمنطقة كلها وتلك معادلة غريبة وضعها الغرب، وفى مقدمته بريطانيا لتحجيم الدور المصرى لأنهم يتوهمون دائمًا أن مصر القوية لا تكفيها حدودها فقد خرج محمد على شرقًا وجنوبًا وشمالًا كما أن عبد الناصر قد نشر الوجود المصرى كمظلة عالية للمد القومى فى عصره، ولذلك فإنهم يرصدون كل صغيرة وكبيرة تحدث ويصنعون العقبات أمام السياسة المصرية بصورة تجعل تسميتهم بقوى الشر أمرًا طبيعيًا، ولقد كان يوم الثلاثين من يونيو عام 2013 والإجراءات الدستورية التى تلته فى الثالث من يوليو وامتد تأثيرها حتى اليوم بمثابة تحول كبير فى تجسيد شخصية مصر المعاصرة أمام التحديات التى تواجهها والمشروعات الغامضة التى تستهدفها، وقد يكون من المناسب أن نطرح هنا بعض الملاحظات:

أولًا: إن ما يجرى ضد مصر ليس جديدًا عليها بل لقد تعودته القاهرة أمام كل الأحداث الكبرى التى مرت عليها، وهل ننسى ما جرى عام 1956 عندما تمخض تأميم عبد الناصر لقناة السويس عن العدوان الثلاثى على الأرض المصرية، ومحاولة احتلال المدينة الباسلة بورسعيد؟ وهو أمر حدث من قبل عندما خلق البريطانيون حالة من الفوضى فى مدينة الإسكندرية ثم استثمروا تلك الحالة الطارئة للادعاء بغياب السيطرة الكاملة على المدينة والدعوة إلى احتلالها عام 1882، ونحن نشعر حاليًا بمحاولات تكاد تكون يومية لاستهداف مصر فى جميع المجالات للنيل منها وتعطيل مسيرتها وتعويق قوة الدفع لديها إلى الأمام.

ثانيًا: إننا لا نسقط أسرى لنظرية التفسير التآمرى للتاريخ - وإن كنا لا ننكر وجود المؤامرة فيه - لذلك فإننا حين نكتب عن الحصار المضروب على مصر فى هذه الظروف فإننا لا نتوهم غير الحقيقة ولا نستسلم لعقدة تاريخية نعانى منها ولكننا نرصد رصدًا أمينًا ما يجرى على حدودنا الشرقية والغربية وينتشر أحيانًا فى أنحاء الجسد المصري، وليس من شك فى أن الدفاع عن مصر هو دفاع عن المنطقة كلها لأن مصر هى (الجائزة الكبري) التى يعنى سقوطها - لا قدر الله - سقوط المنطقة بأسرها ولكن لحسن الحظ فإن مصر عصية على الانهيار لأنها تجسيد لفكرة الدولة المستمرة دون انقطاع منذ آلاف السنين.

ثالثًا: لو تأملنا التحرش التركى الأخير تجاه مصر بالادعاء برفضها لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص رغم أن هذه الاتفاقية الرسمية هى اتفاقية دولية جرى التوقيع عليها منذ مدة وإيداع نصها لدى المنظمة العالمية الأولى وهى الأمم المتحدة، ولكن أولئك الذين يترصدون مصر لا يتوقفون أبدًا عن استهدافها والضغط عليها وكأنما يتصور (أردوغان) أنه الخليفة العثمانى يتحدث إلى المسئولين فى الولاية المصرية محاولًا فرض إرادته واسترجاع عقارب الساعة إلى الوراء.

رابعًا: لقد كان لدور عائلة الحاكم فى مصر تاريخيًا وضع خاص وميزات كبيرة ولحسن الحظ فإن الرئيس المصرى الحالى لا يمكن أحدًا منه ولا يفتح ممرات مظلمة للفساد كما لا يسمح أيضًا بتحكم قبضة الاستبداد، وتلك كلها إشارات إيجابية توحى بأن مصر ستظل صامدة أمام الرياح العاتية وأن التحالف ضدها والتآمر عليها إنما يزيدها صلابة ويجعل شعبها أكثر إصرارًا على المضى فى طريقه.

خامسًا: تأتى كل هذه الأحداث فى إطار إعلام مصرى انصرف عما يجب عليه وخضع لنوع من الإثارة المرحلية بشكل لا يوحى بتحمل المسئولية الوطنية أو التصدى للحرب الإعلامية الشرسة على وطن ينشد السلام ويسعى للاستقرار ويبنى قواعد المجد وحده!

سادسًا: إن مصر التى تحارب الإرهاب الأسود فى معركة شرسة تقوم فى الوقت ذاته ببناء دعائم الدولة الحديثة وفى غمار جدية ما تفعل فإنها تترفع عن كثير من الصغائر ولكن ذلك يغرى البعض فيتمادى فى تطاوله على الكنانة ولا يتوقف عن مواصلة الأحلام التى جرى إجهاضها بضربة قاصمة فى يونيو ويوليو 2013.

سابعًا: إن مصر قد صرفت جهود السنوات الأربع الماضية فى بناء الـ (Hard Ware) من بنية أساسية شملت الطرق والكبارى والمطارات وتعزيز الكهرباء وتوفير مصادر الطاقة وأصبح أمامها أن تتجه فى المرحلة القادمة إلى ما يمكن تسميته بالـ(Soft Ware) حيث يتعين على القائد وشعبه السعى الحثيث لتربية الكوادر الوطنية لأن صناعة الإنسان هى الأولى بالرعاية وهى تمثل دائمًا التتويج الحقيقى لكل مد نهضوى أو حركة إصلاحية، من هنا فإن الإنسان هو الهدف وهو الغاية خصوصًا فى قطاعات الشباب والأجيال الجديدة وذلك من خلال التركيز على التعليم والتدريب والبحث العلمى والإعلام والثقافة ومؤسسات المجتمع المدنى المختلفة.

هذه انطباعات صادقة لمرحلة حاسمة فى تاريخنا الوطنى .. حمى الله الكنانة وشعبها الذى صنع الحضارات فى مختلف العصور.

 

 

نقلا عن الاهرام القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحصار الإعلامى حول مصر الحصار الإعلامى حول مصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 18:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر وإيران تبحثان تطورات الأوضاع في لبنان وغزة
  مصر اليوم - مصر وإيران تبحثان تطورات الأوضاع في لبنان وغزة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon