توقيت القاهرة المحلي 05:53:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السياسات الصغـرى

  مصر اليوم -

السياسات الصغـرى

بقلم: سامح فوزي

هناك نوعان من السياسات فى المجتمع: السياسات العليا، والسياسات الصغرى. نتصور فى كثير من الأحيان أن ما يهم المواطن هو الجزء العلوى من السياسات، فى حين أن ما يشغله فى الأساس هو السياسات الصغرى.
السياسات العليا هى الحكم، العلاقات الخارجية، الدستور، والقوانين الأساسية، الحكومة، والبرلمان، وغيرها.
أما السياسات الصغرى هى ما يتصل بالواقع اليومى للناس مثل المواصلات، بطاقة التموين، التعليم، الشارع، المحليات، المكاتب الحكومية الخدمية.
فى أوقات كثيرة نتوقع أن الناس تنشغل بالسياسات العليا على طول الخط، وهو غير صحيح، قد يحدث هذا الانشغال فى مناسبة أو فترة زمنية معينة، ولكن يعود اهتمام المواطن إلى حياته اليومية، وما يتصل بها من مفردات. إذا ارتفع وعى المواطن، ونال حظا واسعا من المشاركة، وأصاب مستوى متقدما من الرفاهية، تدخل السياسات العليا فى اهتماماته. ولكن هذا لا يحدث على نطاق واسع، بما فى ذلك فى أعتى الديمقراطيات.
إذا كان من الضرورى توجيه رسائل إعلامية مستمرة إلى الجمهور حول «السياسات العليا»، ينبغى أن نفكر فى بناء الشرعية، وتماسك المجتمع، وعلاقات الثقة بين المواطنين حول السياسات الصغرى. هناك مداخل أساسية لتحقيق ذلك: أولا: استعادة تجارب مجالس الأمناء بالمدارس، على نحو يدمج أولياء الأمور فى الخدمة المجتمعية المحيطة بالعملية التعليمية، وثانيا: تشجيع الجمعيات الأهلية على مبادرات اجتماعية واسعة، سواء بمفردها أو بالتعاون مع هيئات حكومية، ليس على المستوى القومى، ولكن على مستوى المجتمعات المحلية. وثالثا: تعزيز اللا مركزية فى النظام المحلى ــ المرتقب ــ مما يشجع المواطن على المشاركة فى الشأن المحلى، سواء بالاقتراح أو الرقابة.
هناك تجارب عديدة فى دول العالم، شرقا وغربا، أخذت بنظام تعزيز مشاركة المواطنين فى الشأن العام من خلال ما يطلق عليه «التخطيط التشاركى» أى تعزيز الحضور الدائم للمواطنين فى عملية التنمية، اقتراحا، وتنفيذا، ورقابة، وتقييما، حيث يعد المواطن هو الأقدر على تحديد احتياجاته، وتقديم المعلومات الميدانية، والمشاركة باهتمام فى قضية تتصل بالواقع الذى يعيش فيه. هناك تجارب تغير فيها وجه المجتمع تماما مثل تجربة مدينة «بورتو اليجرى» فى البرازيل خلال العقود الثلاث الأخيرة. وسعدت منذ أيام بالمشاركة فى مناقشة رسالة ماجستير فى قسم الإدارة العامة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية حول دور التخطيط التشاركى فى بناء رأس المال الاجتماعى، أعدها الباحث إيهاب فولى محمد، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور عطية حسين أفندى، مفادها أن مشاركة المواطنين فى الشأن العام، خاصة فى التنمية المحلية ينتج عنها قيم مهمة مثل التعاون، والتضامن، والثقة المتبادلة.
هذه مجرد نماذج لما يمكن أن نطلق عليه «السياسات الصغرى» التى يتطلع إليها المواطن، ويتعلق بها، وتعد أساس الثقة التى يضعها فى مؤسسات الدولة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسات الصغـرى السياسات الصغـرى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon