توقيت القاهرة المحلي 12:33:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السياسات الصغـرى

  مصر اليوم -

السياسات الصغـرى

بقلم: سامح فوزي

هناك نوعان من السياسات فى المجتمع: السياسات العليا، والسياسات الصغرى. نتصور فى كثير من الأحيان أن ما يهم المواطن هو الجزء العلوى من السياسات، فى حين أن ما يشغله فى الأساس هو السياسات الصغرى.
السياسات العليا هى الحكم، العلاقات الخارجية، الدستور، والقوانين الأساسية، الحكومة، والبرلمان، وغيرها.
أما السياسات الصغرى هى ما يتصل بالواقع اليومى للناس مثل المواصلات، بطاقة التموين، التعليم، الشارع، المحليات، المكاتب الحكومية الخدمية.
فى أوقات كثيرة نتوقع أن الناس تنشغل بالسياسات العليا على طول الخط، وهو غير صحيح، قد يحدث هذا الانشغال فى مناسبة أو فترة زمنية معينة، ولكن يعود اهتمام المواطن إلى حياته اليومية، وما يتصل بها من مفردات. إذا ارتفع وعى المواطن، ونال حظا واسعا من المشاركة، وأصاب مستوى متقدما من الرفاهية، تدخل السياسات العليا فى اهتماماته. ولكن هذا لا يحدث على نطاق واسع، بما فى ذلك فى أعتى الديمقراطيات.
إذا كان من الضرورى توجيه رسائل إعلامية مستمرة إلى الجمهور حول «السياسات العليا»، ينبغى أن نفكر فى بناء الشرعية، وتماسك المجتمع، وعلاقات الثقة بين المواطنين حول السياسات الصغرى. هناك مداخل أساسية لتحقيق ذلك: أولا: استعادة تجارب مجالس الأمناء بالمدارس، على نحو يدمج أولياء الأمور فى الخدمة المجتمعية المحيطة بالعملية التعليمية، وثانيا: تشجيع الجمعيات الأهلية على مبادرات اجتماعية واسعة، سواء بمفردها أو بالتعاون مع هيئات حكومية، ليس على المستوى القومى، ولكن على مستوى المجتمعات المحلية. وثالثا: تعزيز اللا مركزية فى النظام المحلى ــ المرتقب ــ مما يشجع المواطن على المشاركة فى الشأن المحلى، سواء بالاقتراح أو الرقابة.
هناك تجارب عديدة فى دول العالم، شرقا وغربا، أخذت بنظام تعزيز مشاركة المواطنين فى الشأن العام من خلال ما يطلق عليه «التخطيط التشاركى» أى تعزيز الحضور الدائم للمواطنين فى عملية التنمية، اقتراحا، وتنفيذا، ورقابة، وتقييما، حيث يعد المواطن هو الأقدر على تحديد احتياجاته، وتقديم المعلومات الميدانية، والمشاركة باهتمام فى قضية تتصل بالواقع الذى يعيش فيه. هناك تجارب تغير فيها وجه المجتمع تماما مثل تجربة مدينة «بورتو اليجرى» فى البرازيل خلال العقود الثلاث الأخيرة. وسعدت منذ أيام بالمشاركة فى مناقشة رسالة ماجستير فى قسم الإدارة العامة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية حول دور التخطيط التشاركى فى بناء رأس المال الاجتماعى، أعدها الباحث إيهاب فولى محمد، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور عطية حسين أفندى، مفادها أن مشاركة المواطنين فى الشأن العام، خاصة فى التنمية المحلية ينتج عنها قيم مهمة مثل التعاون، والتضامن، والثقة المتبادلة.
هذه مجرد نماذج لما يمكن أن نطلق عليه «السياسات الصغرى» التى يتطلع إليها المواطن، ويتعلق بها، وتعد أساس الثقة التى يضعها فى مؤسسات الدولة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسات الصغـرى السياسات الصغـرى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon