توقيت القاهرة المحلي 11:15:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السياسات الصغـرى

  مصر اليوم -

السياسات الصغـرى

بقلم: سامح فوزي

هناك نوعان من السياسات فى المجتمع: السياسات العليا، والسياسات الصغرى. نتصور فى كثير من الأحيان أن ما يهم المواطن هو الجزء العلوى من السياسات، فى حين أن ما يشغله فى الأساس هو السياسات الصغرى.
السياسات العليا هى الحكم، العلاقات الخارجية، الدستور، والقوانين الأساسية، الحكومة، والبرلمان، وغيرها.
أما السياسات الصغرى هى ما يتصل بالواقع اليومى للناس مثل المواصلات، بطاقة التموين، التعليم، الشارع، المحليات، المكاتب الحكومية الخدمية.
فى أوقات كثيرة نتوقع أن الناس تنشغل بالسياسات العليا على طول الخط، وهو غير صحيح، قد يحدث هذا الانشغال فى مناسبة أو فترة زمنية معينة، ولكن يعود اهتمام المواطن إلى حياته اليومية، وما يتصل بها من مفردات. إذا ارتفع وعى المواطن، ونال حظا واسعا من المشاركة، وأصاب مستوى متقدما من الرفاهية، تدخل السياسات العليا فى اهتماماته. ولكن هذا لا يحدث على نطاق واسع، بما فى ذلك فى أعتى الديمقراطيات.
إذا كان من الضرورى توجيه رسائل إعلامية مستمرة إلى الجمهور حول «السياسات العليا»، ينبغى أن نفكر فى بناء الشرعية، وتماسك المجتمع، وعلاقات الثقة بين المواطنين حول السياسات الصغرى. هناك مداخل أساسية لتحقيق ذلك: أولا: استعادة تجارب مجالس الأمناء بالمدارس، على نحو يدمج أولياء الأمور فى الخدمة المجتمعية المحيطة بالعملية التعليمية، وثانيا: تشجيع الجمعيات الأهلية على مبادرات اجتماعية واسعة، سواء بمفردها أو بالتعاون مع هيئات حكومية، ليس على المستوى القومى، ولكن على مستوى المجتمعات المحلية. وثالثا: تعزيز اللا مركزية فى النظام المحلى ــ المرتقب ــ مما يشجع المواطن على المشاركة فى الشأن المحلى، سواء بالاقتراح أو الرقابة.
هناك تجارب عديدة فى دول العالم، شرقا وغربا، أخذت بنظام تعزيز مشاركة المواطنين فى الشأن العام من خلال ما يطلق عليه «التخطيط التشاركى» أى تعزيز الحضور الدائم للمواطنين فى عملية التنمية، اقتراحا، وتنفيذا، ورقابة، وتقييما، حيث يعد المواطن هو الأقدر على تحديد احتياجاته، وتقديم المعلومات الميدانية، والمشاركة باهتمام فى قضية تتصل بالواقع الذى يعيش فيه. هناك تجارب تغير فيها وجه المجتمع تماما مثل تجربة مدينة «بورتو اليجرى» فى البرازيل خلال العقود الثلاث الأخيرة. وسعدت منذ أيام بالمشاركة فى مناقشة رسالة ماجستير فى قسم الإدارة العامة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية حول دور التخطيط التشاركى فى بناء رأس المال الاجتماعى، أعدها الباحث إيهاب فولى محمد، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور عطية حسين أفندى، مفادها أن مشاركة المواطنين فى الشأن العام، خاصة فى التنمية المحلية ينتج عنها قيم مهمة مثل التعاون، والتضامن، والثقة المتبادلة.
هذه مجرد نماذج لما يمكن أن نطلق عليه «السياسات الصغرى» التى يتطلع إليها المواطن، ويتعلق بها، وتعد أساس الثقة التى يضعها فى مؤسسات الدولة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسات الصغـرى السياسات الصغـرى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا
  مصر اليوم - بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon