توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاقتصاد «غير الرسمى»

  مصر اليوم -

الاقتصاد «غير الرسمى»

بقلم : سامح فوزي

يفرق الاقتصاديون بين الاقتصاد الرسمى، وغير الرسمى، أى الفرق بين الاقتصاد المسجل، المعروف، المقنن، الذى تسدد عنه ضرائب، ويتمتع العاملون فيه بتأمينات اجتماعية، وضمانات وظيفية، سواء فى القطاعين العام والخاص، وبين الاقتصاد غير المسجل، الذى لا تعرف هوية العاملين فيه، ولا يتمتعون بحقوق وواجبات، وليس لهم سجل ضريبى، ويقدر العاملون فى الاقتصاد غير الرسمى بنحو ثمانية ملايين شخص، ويبلغ حجمه نحو 1.8 تريليون جنيه، أهم مجالات الاقتصاد غير الرسمى الأسواق العشوائية، مصانع بئر السلم، المقاهى، إلخ.
بالطبع تحرص الدولة على دمج الاقتصاد غير الرسمى فى الاقتصاد الرسمى لعدة أسباب منها ضمان حقوق المواطنين العاملين فيه من ناحية، وتحصيل حقوق الدولة من ضرائب من ناحية أخرى، هذا فضلا عن ضمان معايير الرقابة والجودة، إلخ.
هذا كلام الاقتصاديين، وهو بالطبع صحيح ومقدر.
ولكن المسألة لها أبعاد اجتماعية لابد أن نضعها فى الاعتبار، أن العاملين فى الاقتصاد غير الرسمى هم نتاج طبيعى لعدة عوامل منها تردى مستوى التعليم الجامعى، ووفرة أعداد الخريجين الذين لا يجدون فرص عمل فى تخصصاتهم، وتحول الريف إلى مجتمعات طاردة للفائض البشرى من الشباب الذى يأتى فى معظمه إلى المدن بحثا عن فرص عمل، وانتشار الفقر مما يدفع أفرادا من الأسرة إلى العمل بشكل غير منتظم فى الاقتصاد غير الرسمى بوصفهم باعة، أو سائقى توكتوك، أو عمال، وغيرها.
تعد الأوضاع الاجتماعية للناس إشكالية كبرى فى الاقتصاد غير الرسمى، وإذا أردنا تجاوزها ينبغى تنظيم الأمور على نحو عقلانى، يحقق مصالح الملايين الذين يعملون فيه، ويرغبهم فى الانخراط فى الاقتصاد الرسمى، وتحمل تبعات العمل فيه. التعقيدات التى تظهر أحيانا فى العمل البيروقراطى اليومى فى مجالات عديدة هى سبب رئيسى فى الاقتصاد غير الرسمى مثل التقديرات الجزافية للضرائب أو ترصد موظفى المحليات، فضلا عما يمكن تسميته بشبكات الفساد التى تجمع عناصر من الجهاز الإدارى خاصة فى الوحدات المحلية، مع الذين يعملون على نحو غير رسمى، بحيث تصبح السمة الأساسية للمجتمع هى «غياب الترخيص»، هناك مقاهٍ وعيادات وأكاديميات ومصانع بير سلم ومواقف سيارات وأسواق، وعمارات غير مرخصة، كيف حدث ذلك؟ أين مسئولية الجهات الإدارية وبالأخص على المستوى المحلى؟ أليس هناك تواطؤ وفساد؟ من الذى يبلغ المقاهى والباعة المتجولين قبل الحملات التى تشنها الأحياء، أليس موظفون عاملون بها؟، ذكرنى ذلك برئيس حى قرر أن يشن حملات على المخالفين بعد أن تولى عمله، أرسل موظفا التقط صورا للمقاهى المخالفة ليلا، وفى الصباح شن حملة مكبرة، لم يجد أثرا للمقاهى ولا للمخالفات، لأن أصحابها أغلقوا أبواب محلاتهم، فسأل المحيطين به فقالوا له لا توجد مخالفات.
ما أريد قوله أن الاقتصاد غير الرسمى هو جزء من حالة عامة تحتاج إلى التعامل الجدى معها ليس فقط على الصعيد الاقتصادى، ولكن أيضا على مستوى الوضع الاجتماعى، وشبكات المصالح والفساد التى جعلت الاقتصاد غير الرسمى بهذا الثقل، وأحيانا التبجح على القانون ذاته مثل حالة المقاهى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتصاد «غير الرسمى» الاقتصاد «غير الرسمى»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon