توقيت القاهرة المحلي 05:19:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستباحة عنوان المنطقة

  مصر اليوم -

الاستباحة عنوان المنطقة

بقلم - سامح فوزي

واحدة من أبرز نتائج ما أطلق عليه «الربيع العربى» هو ارتفاع وتيرة التدخلات الخارجية فى المنطقة العربية. بالطبع لم يحدث يوما أن كانت هذه المنطقة المنكوبة فى العالم بعيدة عن التدخلات الخارجية، فهى ذات موقع استراتيجى وثروات ومطامع استعمارية، ولكن فى السنوات السبع الأخيرة جرى استباحة هذه المنطقة على نحو غير مسبوق، ليس هذا فحسب، بل إن مفهوم التدخل الخارجى لم يعد موضع إجماع من جانب الدول العربية، والتدخلات التى كان يتم الترحيب بها فى السابق على استحياء، أصبحت مرحب بها علنيا فى مشهد غريب.

تقدم ليبيا وسوريا والعراق نماذج للتدخل الخارجى الذى اختلف شكله ومساراته، لكن نتائجه واحدة هى تمزيق المجتمعات، ولم يتحقق أى هدف من الأهداف التى استخدمت لتبرير أو تسويغ التدخل الخارجى، وفى مقدمتها الديمقراطية.

هناك نماذج أخرى لدول تدخلت قوى إقليمية فى شئونها، وخاضت حروبا على أرضيها بصورة سافرة أو أقل سفورا مثل اليمن وسوريا ولبنان.

هناك نموذج دولة «قطر» الذى تريد أن تنفض عن كاهلها محدوديتها الجغرافية والسياسية، وتسعى إلى التدخل فى الشئون الداخلية لدول المنطقة شرقا وغربا مستندة إلى فقط فوائض مالية دون أن تكون لديها أى من مقومات القوة سواء الخشنة أو الناعمة فى الشئون الخارجية.

نحن نعيش فى منطقة أصبحت «مستباحة»، بمعنى من المعانى، سواء بفعل قوى داخلية أو خارجية، وهناك بالتأكيد أسباب أدت إلى ما نحن عليه، لا أختزلها فقط فى «المؤامرة الخارجية»، التى هى بالفعل حاضرة، ولكن أيضا إلى الاستبداد الداخلى، وغياب المشاركة والديمقراطية، وعدم وعى القوى السياسية، وانتهازية بعضها، وتحولها إلى أدوات فى أيدى القوى التى تريد أن تعبث بهذه المنطقة، وتعيد تشكلها تبعا لمصالحها.

حالة مؤسفة أن يتحول قرار المنطقة برمتها إلى خارجها، حدث ذلك فى السابق، ولكن ليس بهذه الدرجة من السفور والتدخل الفج والتبريرات التى تصاحبه.

ما يحدث فى سوريا الآن يلخص مأساة هذه المنطقة برمتها. نظام بالتأكيد لا يتمتع بشرعية ديمقراطية يواجه قوى مسلحة اختلفت أشكالها، وتدخلت دول كثيرة فى دعمها، شرقا وغربا، وأصبح هذا البلد المهم فى المحيط العربى أرضا مستباحة من قوى دولية وإقليمية، ولم يعد لديها مقومات البقاء بهذه الصورة. كل طرف يشجب التدخل الذى لا يأتى على هواه، رغم أن ما يحدث منذ سنوات يصنف تحت بند التدخل الخارجى. هناك من رحب بالتدخل الروسى وشجب الأمريكى، وهناك من انتقد التدخل الخليجى وغض الطرف عن الإيرانى والتركى، إلخ.

غياب الاتفاق على المفاهيم أدى إلى فوضى متعددة الأرجاء فى المنطقة، وغاية ما تحلم به شعوب هذه الدول هو أن تحافظ على أوطانها غير ممزق، وحدودها غير منتهكة، وبنيتها الداخلية غير ممزقة، هذه أهداف سامية فى وقت صارت الاستباحة هى عنوان أساسى فى المنطقة، ولكن مرة أخرى لن يتحقق ذلك ويصان إلا بالمشاركة، وتطبيق القانون، والمساواة بين المواطنين، ومحاربة الفساد، والركون إلى مبادئ العدالة.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستباحة عنوان المنطقة الاستباحة عنوان المنطقة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon