توقيت القاهرة المحلي 11:23:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستباحة عنوان المنطقة

  مصر اليوم -

الاستباحة عنوان المنطقة

بقلم - سامح فوزي

واحدة من أبرز نتائج ما أطلق عليه «الربيع العربى» هو ارتفاع وتيرة التدخلات الخارجية فى المنطقة العربية. بالطبع لم يحدث يوما أن كانت هذه المنطقة المنكوبة فى العالم بعيدة عن التدخلات الخارجية، فهى ذات موقع استراتيجى وثروات ومطامع استعمارية، ولكن فى السنوات السبع الأخيرة جرى استباحة هذه المنطقة على نحو غير مسبوق، ليس هذا فحسب، بل إن مفهوم التدخل الخارجى لم يعد موضع إجماع من جانب الدول العربية، والتدخلات التى كان يتم الترحيب بها فى السابق على استحياء، أصبحت مرحب بها علنيا فى مشهد غريب.

تقدم ليبيا وسوريا والعراق نماذج للتدخل الخارجى الذى اختلف شكله ومساراته، لكن نتائجه واحدة هى تمزيق المجتمعات، ولم يتحقق أى هدف من الأهداف التى استخدمت لتبرير أو تسويغ التدخل الخارجى، وفى مقدمتها الديمقراطية.

هناك نماذج أخرى لدول تدخلت قوى إقليمية فى شئونها، وخاضت حروبا على أرضيها بصورة سافرة أو أقل سفورا مثل اليمن وسوريا ولبنان.

هناك نموذج دولة «قطر» الذى تريد أن تنفض عن كاهلها محدوديتها الجغرافية والسياسية، وتسعى إلى التدخل فى الشئون الداخلية لدول المنطقة شرقا وغربا مستندة إلى فقط فوائض مالية دون أن تكون لديها أى من مقومات القوة سواء الخشنة أو الناعمة فى الشئون الخارجية.

نحن نعيش فى منطقة أصبحت «مستباحة»، بمعنى من المعانى، سواء بفعل قوى داخلية أو خارجية، وهناك بالتأكيد أسباب أدت إلى ما نحن عليه، لا أختزلها فقط فى «المؤامرة الخارجية»، التى هى بالفعل حاضرة، ولكن أيضا إلى الاستبداد الداخلى، وغياب المشاركة والديمقراطية، وعدم وعى القوى السياسية، وانتهازية بعضها، وتحولها إلى أدوات فى أيدى القوى التى تريد أن تعبث بهذه المنطقة، وتعيد تشكلها تبعا لمصالحها.

حالة مؤسفة أن يتحول قرار المنطقة برمتها إلى خارجها، حدث ذلك فى السابق، ولكن ليس بهذه الدرجة من السفور والتدخل الفج والتبريرات التى تصاحبه.

ما يحدث فى سوريا الآن يلخص مأساة هذه المنطقة برمتها. نظام بالتأكيد لا يتمتع بشرعية ديمقراطية يواجه قوى مسلحة اختلفت أشكالها، وتدخلت دول كثيرة فى دعمها، شرقا وغربا، وأصبح هذا البلد المهم فى المحيط العربى أرضا مستباحة من قوى دولية وإقليمية، ولم يعد لديها مقومات البقاء بهذه الصورة. كل طرف يشجب التدخل الذى لا يأتى على هواه، رغم أن ما يحدث منذ سنوات يصنف تحت بند التدخل الخارجى. هناك من رحب بالتدخل الروسى وشجب الأمريكى، وهناك من انتقد التدخل الخليجى وغض الطرف عن الإيرانى والتركى، إلخ.

غياب الاتفاق على المفاهيم أدى إلى فوضى متعددة الأرجاء فى المنطقة، وغاية ما تحلم به شعوب هذه الدول هو أن تحافظ على أوطانها غير ممزق، وحدودها غير منتهكة، وبنيتها الداخلية غير ممزقة، هذه أهداف سامية فى وقت صارت الاستباحة هى عنوان أساسى فى المنطقة، ولكن مرة أخرى لن يتحقق ذلك ويصان إلا بالمشاركة، وتطبيق القانون، والمساواة بين المواطنين، ومحاربة الفساد، والركون إلى مبادئ العدالة.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستباحة عنوان المنطقة الاستباحة عنوان المنطقة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon