بقلم - سامح فوزي
فى لقاء مع اللورد براين، عضو مجلس اللوردات، على عشاء فى ضيافة المطران منير حنا، رئيس الكنيسة الأسقفية، قال الرجل: إنه زار مصر خمس مرات لكنه يشعر هذه المرة بتفاؤل كبير؛ وإن البلد على الطريق الصحيح، وأشار إلى أن السياسات الاقتصادية التى اتخذها نظام الرئيس السيسى تخشى حكومات أخرى القيام بها، وتحدث من زاوية اقتصادية عن أهمية تقليل سعر الفائدة على الودائع فى البنوك، وتشجيع الأفراد على الاستثمار والملكية بوصفهم شركاء فى الاقتصاد، وإيجاد التنافس بين الشركات، وذكر عبارة ذكية أنه لا يجب أن يحل الاحتكار الخاص محل احتكار الدولة للاقتصاد مما يستلزم وجود منافسة وشفافية فى المجال الاقتصادى.
كلام اللورد براين فيه خبرة اقتصادية رفيعة، فقد عمل الرجل مستشارا لرئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارجريت تاتشر، فضلا عن نشاطه لأكثر من ثلاثين سنة فى كبرى الشركات المالية العالمية.
حديث اللورد براين، وهو مشاهد خبير من الخارج له أهميته، وقد كان اقتصاديا محضا، يعبر عن دراسته واهتماماته، لكن الصورة تكتمل عند الحديث ليس فقط عن النمو الاقتصادى، أو إجراءات الإصلاح الاقتصادى، ولكن بالتصدى لقضية التنمية بوجه عام، فقد تحدث الرجل عن أهمية أن يمتلك المواطن نصيبا فى الاقتصاد لأن ذلك يعزز الاستقرار، وذكر أن ملكية عقار أو سكن من المظاهر المهمة، وأضيف إليه أن المشاركة فى التنمية هى أيضًا صورة من صور ملكية المواطن فى المجتمع، هذا ما تحقق فى تجارب عديدة، أنتجت نتائج مبهرة، المواطن الذى يشارك فى التخطيط ووضع الميزانية وتنفيذ المشروعات والرقابة والمساءلة، بالتأكيد يتغذى لديه الشعور بالحضور فى الحياة العامة، وأن له رصيدًا يمتلكه فى المجتمع.
هناك دراسات عديدة فى هذا المجال، وبحوث اجتماعية قيمة عن تجارب مماثلة فى أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا مما لا نسمع عنه ولا نعرفه وقد لا يشغلنا أمره من الأساس.
لا أعرف كيف تتقدم الدول؟ أليست بالأفكار التى تنشرها نخبتها؟ للأسف ليست لدينا نخبة سياسية بالمعنى الحقيقى لا توجد لديها مشروعات للنهضة كل ما يشغلها أحاديث السياسة والاشتباك والكلام المجانى، هذه الظاهرة ليست جديدة بل ممتدة.
نحتاج فى مجتمعنا إلى مناقشات وأفكار لتحويل دفة النقاش فى المجال العام بما يفيد فى تطوير المجتمع وبث روح التفاؤل، قد يكون فى الواقع ما يحبط، ولكن صناعة النخبة هو إثراء خيال المواطن بالأفكار الإيجابية.
نقلا عن الشروق القاهريه