توقيت القاهرة المحلي 08:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوروبا تبحث عن الغاز

  مصر اليوم -

أوروبا تبحث عن الغاز

بقلم - سامح فوزي

بعد إغلاق دام عشرة أيام لخط نورد ستريم 1 الذى ينقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا لأعمال الصيانة، تدفق الغاز مرة أخرى اقل من معدل تدفقه الطبيعى، بحجة ان هناك اسبابا فنية تبرر ذلك. أوروبا ترفض الحجج الروسية، وترى انتفاء الأبعاد الفنية التى تحول دون ضخ الغاز بالمعدلات المعتادة، فقد تحول الغاز إلى سلاح سياسى فى يد روسيا حسب حديث الساسة الاوروبيين، وسط صيحات الرئيس الاوكرانى زيلينسكى بأنها حرب غاز، ويدعو إلى مزيد من العقوبات على روسيا.
واضح أن موسكو تربط بين العقوبات المفروضة عليها ومد أوروبا بالغاز. فقد أوقفت بعض خطوط الإمداد، وقللت من ضخ الغاز فى بعضها الاخر مثل نورد ستريم 1، وهى تقول ان هناك قطع غيار مطلوبة للتوربينات ترفض كندا مد روسيا بها بسبب العقوبات. وبالطبع أغلق مؤقتا ملف خط نورد ستريم 2 الذى كان على وشك التشغيل قبل اندلاع الحرب فى اوكرانيا. ولولا غياب المستشارة انجيلا ميركل عن المشهد السياسى فى ألمانيا لما قامت الحرب أو تدهورت الأوضاع على النحو الذى نراه الان، نفس الحديث يؤكده الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب الذى يحلم بالعودة إلى البيت الابيض فى انتخابات عام ٢٠٢٤.
المعضلة الآن ان أوروبا تبحث عن تأمين احتياجاتها من الغاز قبل حلول الشتاء، والذى تتوقع معه ان توقف روسيا ضخ الغاز تماما إلى أوروبا التى تعتمد على ٤٠% من تأمين احتياجاتها من الغاز على روسيا. ليس أمام أوروبا بدائل كثيرة، فقد اتجهت إلى تخفيض اختيارى لاستخدام الغاز بنسبة ١٥% تحسبا لأى طارئ، وكان الاتحاد الأوروبى يريد أن يكون التخفيض الاختيارى إجباريا لولا اعتراض بعض دول جنوب أوروبا مثل اليونان وإسبانيا والبرتغال وامتعاض دول اخرى مثل هولندا، حيث اعتبرت هذه الدول ان التخفيض الإجبارى لاستهلاك الغاز يصب فى مصلحة ألمانيا فى المقام الأول.
اللافت أن أوروبا لا تهدأ بحثا عن مصادر بديلة للغاز، منها البحث عن الإفادة من احتياطيات الغاز فى دول أفريقيا جنوب الصحراء مثل موزمبيق والكونغو وتنزانيا، وغيرها، حيث يتوافد المسئولون والشركات من أوروبا لإنشاء مشروعات استخراج الغاز، والتى قد تدخل الخدمة فى فترة ما بين ثلاث وعشر سنوات.. ويظل السؤال هل يخدم ذلك قضية تغير المناخ، والتى تعانى منها بشدة دول أفريقيا جنوب الصحراء؟ وإن كان الغاز مرحلة وسيطة فى الانتقال من الوقود الاحفورى مثل الفحم إلى الطاقة الخضراء، فهل يعنى ذلك أن ازمة الغاز فى أوروبا سوف تعرقل الانتقال إلى الطاقة المتجددة الخضراء؟ يبدو أن أوروبا منشغلة بالغاز فى الشتاء المقبل على حساب التفكير فى مستقبل التغيرات المناخية، وكأن لا مانع من استمرار السياسات الخاطئة التى تضر بالمناخ لسنوات حتى تحل ازمة الغاز.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوروبا تبحث عن الغاز أوروبا تبحث عن الغاز



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:59 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب
  مصر اليوم - نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon