توقيت القاهرة المحلي 11:34:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غبار دبلوماسى بين الحلفاء

  مصر اليوم -

غبار دبلوماسى بين الحلفاء

بقلم: سامح فوزي

أدت استقالة «كيم داروك» سفير بريطانيا لدى واشنطن إلى إثارة العديد من القضايا التى تبدو متداخلة، أهمها أن السياسة الخارجية والأوضاع الداخلية فى حالة ارتباط شديد. بدأت الحكاية بتسريب عدد من المذكرات السرية التى بعث بها السفير إلى حكومته وصف فيها إدارة ترامب بأنها «خرقاء وتفتقر إلى الكفاءة»، ونُشر لاحقا بعد استقالته تسريب آخر وصف فيه عدول إدارة ترامب عن الاتفاق النووى مع إيران بأنه يعود لأسباب ايديولوجية وشخصية، وقال إنه «نكاية» فى باراك أوباما معتبرا ذلك «تخريبا دبلوماسيا». وقد تكون هناك تسريبات أخرى فى الطريق.
فى خلفية استقالة السفير البريطانى، الذى لم يكن متبقيا له فى منصبه سوى بضعة أشهر، عدد من الصور المهمة.
الصورة الأولى: أن هناك شخصًا استطاع أن يقتنص الكترونيا مذكرات مهمة، ثم قام بتسريبها على غرار تجربة «ويكليكس»، تشير الأنباء إلى استبعاد أن يكون العمل «خارجى» أى من جانب طرف أو دولة خارجية، ولكن أغلب الظن أن الأمر منحصر فى أشخاص لهم اتصال بالمعلومات التى قاموا بتسريبها، وتوشك جهات التحقيق على توجيه اتهام لهم توطئة لمحاكمتهم على هذا الجرم.
الصورة الثانية: الصراع الداخلى فى بريطانيا، خاصة فى علاقتها بالولايات المتحدة، وهى علاقة شديدة الخصوصية. تحول الأمر إلى مادة للحديث فى البرلمان، والإعلام، والمنتديات، وصار جزءا من صراع السياسة. رئيسة الوزراء تريزا ماى التى توشك على الرحيل قدمت الدعم للسفير المستقيل، ووصفته بأنه قدم «حياة من الخدمة» لصالح المملكة المتحدة يستحق عنها «دينا هائلا من الإقرار بالفضل». وردا على استقالة السفير التى أعلن فيها أنه لا يستطيع الوفاء بعمله رغم قرب مغادرة منصبه، قال سايمون ماكدونالد، وكيل وزارة الخارجية الدائم ومدير قسم البعثات الدبلوماسية فى الوزارة، إن السفير داروك «أدى خدمة طويلة ومميزة، بكرامة ومهنية ومستوى عال». أما الذى لم يدعم الموقف، رغبة فى الود الموصول مع الرئيس دونالد ترامب، هو بوريس جونسون، الذى عين وزير خارجية فى 2016م، ثم تركها فى 2018م على خلفية دعمه الشديد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، ويقترب حاليا بشدة من منصب رئيس الوزراء.
الصورة الثالثة: أن هناك صحفا نشرت أجزاء من البرقيات المسربة، مما دفع البعض إلى تهديد الإعلام بالتوقف عن ذلك. هنا تثار حرية الإعلام فى مقابل الأمن، ولم يجد بوريس جونسون الذى بدأ حياته صحفيا سوى أن يقف فى صف حرية الرأى، فقد رأى أن من حق الصحافة نشر المذكرات المسربة، وهذا لا يتعارض من ضرورة الوصول إلى مرتكب التسريب، ومحاكمته. وقال إن من واجب الإعلام نشر حقائق جديدة ومثيرة بالنسبة للرأى العام. أراد بذلك أن يواجه هجوما عليه بعدم دعم موقف السفير، فارتدى رداء الليبرالية فى الدفاع عن حرية الإعلام.
حكايات كثيرة متداخلة فيها إعلام وسلطة وصراعات خفية. يثبت ذلك مجددا أن الخطوط الفاصلة بين السياسة الخارجية والأوضاع الداخلية واهية إلى حد بعيد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غبار دبلوماسى بين الحلفاء غبار دبلوماسى بين الحلفاء



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon