توقيت القاهرة المحلي 05:53:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملاحظات على حادث «أبو مقار»

  مصر اليوم -

ملاحظات على حادث «أبو مقار»

بقلم - سامح فوزي

الأحداث متلاحقة فى دير «أبو مقار» منذ الحادث المأساوى الذى أودى بحياة الأنبا إبيفانيوس رئيس الدير وهو عالم مثقف، وراهب ناسك، لا أريد أن نسجل موقفا طالما أن جهات التحقيق لا تزال تباشر عملها، لكن قد يكون ملائما أن نرصد عددا من الملاحظات بعين باحث يتأمل المشهد من بعيد. 

أولا: لأول مرة يصبح الشأن الداخلى القبطى شأنا وطنيا عاما دون أن يثير ذلك حساسية الأقباط مثلما كان الحال فى مناسبات سابقة. قد يكون للفضاء الالكترونى دور فى ذلك، أو لتداعيات 25 يناير، أو لظهور قطاع من الشباب القبطى لا يجد غضاضة فى مناقشة قضاياه علنا، وهى فى كل الأحوال ظاهرة جديدة.

ثانيا: أصبحت الكنيسة القبطية ضمن المؤسسات التى تتجه إلى تنظيم التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى، سبقها فى ذلك المؤسسات القضائية والشرطية والعسكرية والدبلوماسية وغيرها، وهناك حديث دائم فى البرلمان تحت لافتة «الرقابة على الفيس بوك»، أيا كانت المسميات، فإن المؤسسات ذات وسائل التنشئة التنظيمية الخاصة بها، والتى تمتلك الجذور الهيراركية والبيروقراطية تُعنى بضبط السلوك العام لأعضائها فى المجال العام، وكلما استدعى الأمر تتدخل لإعادة الضبط.

ثالثا: ردود أفعال قطاع عريض من المسلمين تجاه أشقائهم فى الوطن تتحلى بالمسئولية، والحرص على سلامة وتماسك الكنيسة القبطية، وقدرتها على عبور المواقف الصعبة. وهو أمر يستحق التحية، ولاسيما أن بعضا من الأقباط لم يكن لديهم هذا الحرص، وهذه المسئولية عند التعامل مع أحداث على هذه الدرجة من الجسامة، حيث غلب على بعضهم التحزب، والمزايدة، وتصفية الحسابات.
رابعا: الكنيسة القبطية، شأنها شأن أى مؤسسة دينية، بها تيارات وأفكار واتجاهات، وهو أمر طبيعى وصحى وضرورة من ضرورات التطور، يتعين أن يكون سببا لحوار وبحث ونقاش أكثر من كونه أداة اختلاف أو صدام. هذه مسألة فى رأيى تتعلق بالثقافة العامة فى المجتمع أكثر من تعلقها بالشأن الكنسى، حيث يتطلب الأمر مزيدا من ثقافة الحوار، والنقاش، والتخلص من العصبية والتحزب، وهى مشكلة عامة فى المجتمع بأسره.

خامسا: صحيح أن المجتمع بأسره فجع للحادث الدامى الذى وقع بالدير، وما تلاه من تداعيات، لكن لا يعنى ذلك أن القطاع العريض من المواطنين، ولاسيما الأقباط أنفسهم على وعى أو إدراك بأجواء المساجلات أو النقاشات التى تجرى على وسائل التواصل الاجتماعى، وبخاصة الفيس بوك، والتى تنطوى على رصد للتيارات المختلفة، وجذور الاختلاف الفكرى، وتنوع المدارس الرهبانية، وهكذا، حيث أن هذه القضايا برمتها «فوقية» تجرى على الشاشة وليس لها مردود فى الواقع، ولا تجد بين القطاع العريض من الأقباط معرفة أو اهتماما بذلك.

سادسا: أيا كانت نتائج التحقيقات، وما ستئول إليه، فإن هذا الحادث قد يكون مفزعا فى دلالاته، لكنه استثنائى، لا يعبر عن السائد فى الحياة الرهبانية. وأظن العقلاء فى المجتمع يدركون ذلك، ويرون أن الكنيسة القبطية أو الرهبنة هى أحد مظاهر التميز والقوة الناعمة فى مصر، فقد احتضنت مصر المسيحية مثلما احتضنت اليهودية والإسلام، لكن هى الوحيدة التى خرجت منها الرهبنة بوصفها اختراعا مصريا خالصا.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاحظات على حادث «أبو مقار» ملاحظات على حادث «أبو مقار»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon