توقيت القاهرة المحلي 11:26:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملاحظات على حادث «أبو مقار»

  مصر اليوم -

ملاحظات على حادث «أبو مقار»

بقلم - سامح فوزي

الأحداث متلاحقة فى دير «أبو مقار» منذ الحادث المأساوى الذى أودى بحياة الأنبا إبيفانيوس رئيس الدير وهو عالم مثقف، وراهب ناسك، لا أريد أن نسجل موقفا طالما أن جهات التحقيق لا تزال تباشر عملها، لكن قد يكون ملائما أن نرصد عددا من الملاحظات بعين باحث يتأمل المشهد من بعيد. 

أولا: لأول مرة يصبح الشأن الداخلى القبطى شأنا وطنيا عاما دون أن يثير ذلك حساسية الأقباط مثلما كان الحال فى مناسبات سابقة. قد يكون للفضاء الالكترونى دور فى ذلك، أو لتداعيات 25 يناير، أو لظهور قطاع من الشباب القبطى لا يجد غضاضة فى مناقشة قضاياه علنا، وهى فى كل الأحوال ظاهرة جديدة.

ثانيا: أصبحت الكنيسة القبطية ضمن المؤسسات التى تتجه إلى تنظيم التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى، سبقها فى ذلك المؤسسات القضائية والشرطية والعسكرية والدبلوماسية وغيرها، وهناك حديث دائم فى البرلمان تحت لافتة «الرقابة على الفيس بوك»، أيا كانت المسميات، فإن المؤسسات ذات وسائل التنشئة التنظيمية الخاصة بها، والتى تمتلك الجذور الهيراركية والبيروقراطية تُعنى بضبط السلوك العام لأعضائها فى المجال العام، وكلما استدعى الأمر تتدخل لإعادة الضبط.

ثالثا: ردود أفعال قطاع عريض من المسلمين تجاه أشقائهم فى الوطن تتحلى بالمسئولية، والحرص على سلامة وتماسك الكنيسة القبطية، وقدرتها على عبور المواقف الصعبة. وهو أمر يستحق التحية، ولاسيما أن بعضا من الأقباط لم يكن لديهم هذا الحرص، وهذه المسئولية عند التعامل مع أحداث على هذه الدرجة من الجسامة، حيث غلب على بعضهم التحزب، والمزايدة، وتصفية الحسابات.
رابعا: الكنيسة القبطية، شأنها شأن أى مؤسسة دينية، بها تيارات وأفكار واتجاهات، وهو أمر طبيعى وصحى وضرورة من ضرورات التطور، يتعين أن يكون سببا لحوار وبحث ونقاش أكثر من كونه أداة اختلاف أو صدام. هذه مسألة فى رأيى تتعلق بالثقافة العامة فى المجتمع أكثر من تعلقها بالشأن الكنسى، حيث يتطلب الأمر مزيدا من ثقافة الحوار، والنقاش، والتخلص من العصبية والتحزب، وهى مشكلة عامة فى المجتمع بأسره.

خامسا: صحيح أن المجتمع بأسره فجع للحادث الدامى الذى وقع بالدير، وما تلاه من تداعيات، لكن لا يعنى ذلك أن القطاع العريض من المواطنين، ولاسيما الأقباط أنفسهم على وعى أو إدراك بأجواء المساجلات أو النقاشات التى تجرى على وسائل التواصل الاجتماعى، وبخاصة الفيس بوك، والتى تنطوى على رصد للتيارات المختلفة، وجذور الاختلاف الفكرى، وتنوع المدارس الرهبانية، وهكذا، حيث أن هذه القضايا برمتها «فوقية» تجرى على الشاشة وليس لها مردود فى الواقع، ولا تجد بين القطاع العريض من الأقباط معرفة أو اهتماما بذلك.

سادسا: أيا كانت نتائج التحقيقات، وما ستئول إليه، فإن هذا الحادث قد يكون مفزعا فى دلالاته، لكنه استثنائى، لا يعبر عن السائد فى الحياة الرهبانية. وأظن العقلاء فى المجتمع يدركون ذلك، ويرون أن الكنيسة القبطية أو الرهبنة هى أحد مظاهر التميز والقوة الناعمة فى مصر، فقد احتضنت مصر المسيحية مثلما احتضنت اليهودية والإسلام، لكن هى الوحيدة التى خرجت منها الرهبنة بوصفها اختراعا مصريا خالصا.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاحظات على حادث «أبو مقار» ملاحظات على حادث «أبو مقار»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon