توقيت القاهرة المحلي 11:08:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مثقف الدولة

  مصر اليوم -

مثقف الدولة

بقلم - سامح فوزي

استمتعت بحديث الدكتور على الدين هلال الأسبوع الماضى فى الندوة التى استضافها صالون الجبرتى بالمجلس الأعلى للثقافة لمناقشة الكتب الثلاثة للدكتور مصطفى الفقى «ذكرياتى معهم»، «شخصيات على الطريق»، «عرفتهم عن قرب». حديث ممتع جمع فيه بين الخبرة الشخصية مع المؤلف، والقراءة النقدية للكتب، والنظر فى التاريخ السياسى والاجتماعى فى مصر فى نصف القرن الأخير. 

تناول الدكتور على الدين هلال فى حديثه عددا من القضايا المهمة، أبرزها استخدام مصطلح «مثقف الدولة المصرية» فى وصف الدكتور مصطفى الفقى، أى المثقف الذى يرى أن المجتمع تقوم عليه دولة قوية، تعنى بتقدمه ونهضته، ويرتبط بالدولة أكثر من ارتباطه بنظام بعينه. ورصد ثلاثة أعمدة أساسية لهذا المصطلح هى الإدارة العامة، أى البيروقراطية المصرية التى تمتد طولا وعرضا، القوات المسلحة، بكل ما تستدعيه من معانى الوطنية والدفاع عن الوطن، والوحدة الوطنية التى تجسد تجانس المصريين باختلاف معتقداتهم الدينية. وأشار أيضا إلى أن هذا المثقف يدرك معنى التعددية، فهو يعادى التنميط، ولا يرى الوطن لونا واحدا، بل يراه متنوعا فى المشارب، والمعتقدات، والمراتب الاجتماعية، الخ. وأضاف أن مثقف الدولة تعنيه قضية العدالة الاجتماعية، ولا يراها منفصلة عن الديمقراطية، فالحقوق تظل نظرية ما لم يمتلك أصحابها القدرة على التعبير عن مصالحهم، والإمكانات التى تؤهلهم لتحقيق ذلك. 

أعاد الدكتور على الدين هلال الحديث عن التفرقة بين الدولة والنظام، وهو فرق أساسى وجوهرى، كثيرا ما أدى الخلط بينهما إلى إشكاليات سياسية وثقافية عميقة. الدولة باقية، والنظام متغير، والرهان الثقافى الحقيقى يكون على الدولة، ولعل هذا هو الفرق بين مثقف يظل مستمرا بعطائه، وانتاجه مهما تقلبت السياسة من حوله، وآخر يظهر ويخبو حسب ارتباطه بالحكم. 

ما ذكره الدكتور على الدين هلال جاء فى إطار التعليق على الكتب الثلاثة الذى جمعته بالمؤلف خبرات ممتدة ما بين مدرج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، واتحاد الطلبة، ومنظمة الشباب، والحياة العامة، وغيرها، لكنه فى الواقع مس قضية مهمة المجتمع المصرى أحوج إليها وهى أن نرى المثقف الذى يرتبط بالدولة، يدافع عنها، وينتقد قصور أدائها بهدف تطويرها، ويسعى إلى الحفاظ عليها. هناك أسماء كثر أخرى تطرأ على الذهن مثل جمال حمدان، شفيق غربال، وليم سليمان قلادة، رشدى سعيد، اسماعيل صبرى عبدالله، إبراهيم شحاتة، ونزيه الأيوبى وغيرهم كثيرين ممن ارتبطوا بمشروع الدولة المصرية رغم تعدد مشاربهم السياسية، وسعى كل منهم أن يقدم رؤيته الخاصة للنهوض بهذا المجتمع. لم تكن «الايديولوجيا» عائقا أمامهم فى الارتباط بالدولة بعيدا عن الالتصاق بمشروعات سياسية محددة. هذه للأسف آفة قطاع من المثقفين وهى الارتباط بأجندات سياسية، وتوظيف المنتج العلمى والفكرى فى خدمتها حتى وإن تلبس رداء الموضوعية، والعلم المجرد. وقد رأينا ذلك عيانا جهارا طيلة السنوات الماضية، وأدت إلى توارى مثقفين كان من الممكن أن يكون لهم انتاج متميز لخدمة الدولة، ومشروعها فى التنمية، والاستقلال، والحرية.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مثقف الدولة مثقف الدولة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon