توقيت القاهرة المحلي 11:11:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التدين فى أوروبا

  مصر اليوم -

التدين فى أوروبا

بقلم : سامح فوزي

 عشت فى بريطانيا أثناء دراستى العليا، وزرت مدنا أوروبية عديدة عشرات المرات؛ الانطباع الذى بدأ يستقر لدىّ أن هناك موجة من التدين تنتعش فى أوروبا.

السؤال لماذا؟
التقيت منذ أيام فى رحاب جامعة ليفربول العريقة بعدد من الباحثين المتميزين فى الشأن الدينى. كانت الاجابة عن السؤال متعددة الابعاد. هناك من قال إن ذلك يعود إلى الاتجاه المسيحى المحافظ الذى تبلور ردا على المد الاسلامى فى أوروبا. إزاء من ينادى بهوية إسلامية، ويرفض الاندماج الثقافى فى المجتمع الاوروبى عاد من يقول بأن أوروبا مسيحية. يتجه هذا الرأى إلى التأكيد على نظرية رد الفعل فى رصد ظاهرة التدين العائد إلى أوروبا. آخرون رأوا أن ذلك انعكاس مباشر للتدين المحافظ الأمريكى إذ إن بريطانيا ترتبط فى العقود الثلاثة الاخيرة بعلاقات عبر الاطلنطى بالولايات المتحدة شديدة الكثافة؛ ومن الطبيعى أن يكون هناك تأثير وتأثر. إذ تظل بريطانيا مصنع السياسة بالنسبة للامريكيين؛ لكنها تتأثر بشدة فى الوقت نفسه بالثقافة الواردة إليها عبر الاطلنطى.. الجذور الانجلو ساكسون لها تأثيرها بالضرورة.

مع احترامى لكلا الرأيين؛ وفيهما وجاهة بالتأكيد، سوف يظل العامل الحاسم فى رأيى هو الفقر الروحى الذى تسببت فيه الحداثة الأوروبية؛ حيث باتت قطاعات عريضة فى المجتمع تحت ضغط ثقافة المجتمع الاستهلاكى؛ والتفكك الاجتماعى تبحث عن معنى فى الحياة؛ ووجدوا ضالتهم فى التدين. هذه ظاهرة تتجاوز بريطانيا، فقد رأيتها فى ألمانيا وسويسرا وإيطاليا واليونان والدول الاسكندنافية وهى جميعها مجتمعات يتباين فيها دور الدين ومظاهر التدين فضلا عن التقدم الاقتصادى والاجتماعى. واللافت أن هناك عددا من الباحثين فى علم الاجتماع أشاروا فى السنوات الماضية إلى بعض مظاهر انخفاض رأس المال الاجتماعى أى تراجع التضامن بين المواطنين، والالتقاء والتعاون فيما بينهم وتفضيلهم الانكفاء على ذواتهم منها تحليلات روبرت بوتنام الشهيرة...

أيا كانت الاسباب فإن هناك شواهد تفيد بأن التدين بات يعرف طريقه لبعض الاوساط الأوروبية على نحو يدهش من كانوا يعرفون هذه المجتمعات منذ ثلاثين سنة.. صحيح أن هذه المشاهدات لم ترق لوصف الظاهرة لكنها تظل بحاجة إلى تتبع ودراسة. المجتمعات تتحول فى علاقاتها بالدين؛ أظن أن المجتمع المصرى يعيد أيضا على نحو هادئ تقييم أنماط التدين فيه خاصة التى لا تستند إلى أساس حقيقى، وهناك حس نقدى ليس فى مواجهة الدين ذاته بل بالاكثر فى مواجهة التدين وصوره وأشكاله. ولكن ينبغى أن ندرك بأن كل ذلك رهن بتوافر مناخ حرية الرأى والاجتهاد والجرأة فى تناول قضايا الدين والمجتمع.

نقلًا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التدين فى أوروبا التدين فى أوروبا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon