توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تقفز قطر من سفينة إيران؟

  مصر اليوم -

هل تقفز قطر من سفينة إيران

بقلم - هاني سالم مسهور

مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، تغيرت قواعد كثيرة على طاولة الشطرنج الدولية، فاللاعبون الكبار، أخذوا يراجعون ما يمتلكون من أوراق يمكن تحريكها، أو حتى تلك التي ماتت بأيديهم في لحظة إعلان الرئيس دونالد ترامب، انسحاب بلاده من الاتفاقية نهائياً، معلناً عن إعادة العقوبات الأميركية، ومتوعداً بتشديدها، نتيجة التدخل الإيراني في الدول العربية، واستمرارها في تطوير برامج الصواريخ الباليستية.

فبينما تتخبط الدول الأوروبية، التي بدورها ارتبطت بعقود بلغت مئات المليارات من الدولارات مع النظام الإيراني، بعد إبرام الاتفاق النووي في يوليو 2015م، تراجع روسيا والصين وغيرها من القوى الدولية، ارتباطاتها مع نظام إيران، وتبحث عن إعادة تأطير لعلاقات اقتصادية، ستبدو صعبة في مستقبل إيران.

النظام القطري واحد من الأنظمة التي ألقت بنفسها في أحضان النظام الإيراني، وراهنت على ذلك، فمن وجهة النظر القطرية، فإن قطر دولة لها ثقلها السياسي، وهي تمثل محوراً من محاور السياسة في العالم، هذه الحجة أوردها وزير الخارجية الأسبق، ورئيس وزراء قطر، حمد بن جاسم، في تعليقه على الخلاف مع المملكة العربية السعودية تحديداً، فالقطريون يشعرون أنهم يمثلون قُطباً دولياً، له أن يصنع تحالفاته كما يشاء، بعيداً عن الحسابات الجيوسياسية التي تفرضها الجغرافيا.

لم يخفِ النظام القطري ارتباطاته السياسية والاقتصادية والعسكرية بالنظام الإيراني، بل إن مندوب قطر في الجامعة العربية، وصف إيران بـ (الشريفة)، مبرراً علاقة بلاده بها، معززاً استدعاء أمير قطر تميم بن حمد، لقوات إيرانية لحماية قطر، هنا، حالة ارتباك مكررة، فالنظام القطري يدّعي أنه له السيادة في قراراته، وأن هناك تدخلات في مضمون سيادته، غير أن هذه السيادة تبددت كلياً، عندما نزلت القوات الإيرانية والتركية، وقبلها الأميركية، على تراب قطر ذات المساحة الضئيلة جداً.

قطر استغلت غطاءً إنسانياً لتمرير صفقات هائلة لتمويل الإرهاب، قطر ضخت الأكسجين في رئة التنظيمات الإرهابية، والدفع بها مجدداً للحياة، هذه التنظيمات قبضت مبالغ ضخمة، بتقديمها المساعدات الإنسانية، وفك الرهائن، تقدم حيلاً شيطانية لتمويل ودفع الأموال الطائلة للجماعات الإرهابية، ولعل ما كشفته واشنطن بوست حول الوثائق التي تدين تورط النظام القطري، تؤكد مرة أخرى، أن ما اتخذه النظام القطري من منهج منذ 1995م، لم يكن سوى نهج واضح بلعب دور العراب في العوالم الخفية التي تنشر الإرهاب والمخدرات والأسلحة.

تدرجت العلاقة بين الدوحة وحزب الله وإيران، وعرفت تعزيزاً للعلاقات، جاءت على شكل زيارات ولقاءات مكثفة بين الدوحة وطهران، بوجود قيادات بارزة في حزب الله، ناهيك عن برقيات المواساة التي حرصت القيادة القطرية على إرسالها في أثناء الحوادث التي كانت تقع في طهران.

وعلى الرغم من تلك التفاصيل والوقائع والأحداث والمعلومات، التي تثبت مدى تورط الدوحة وميليشيا حزب الله اللبناني، والتي عملت قطر جاهدة على نفي الصلة بها، فإن الأزمة القطرية الأخيرة، جاءت لتؤكد صحة ذلك، بعد أن سمحت الدوحة بدخول لبنانيين إلى أراضيها بدون تأشيرة مسبقة، لتسهيل دخول عناصر تنظيم حزب الله اللبناني، المصنف دولياً كجماعة إرهابية، للأراضي القطرية، لمساعدة قوات الحرس الثوري الإيراني والقوات التركية في حماية أميرها تميم بن حمد، إضافة إلى استعدادهم لنقل أعداد كبيرة من مقاتلي الحزب الشيعي اللبناني، ودمجهم بالجيش القطري، بعد منحهم الجنسية القطرية، والسبب أن القصر الأميري، لا يثق بالجنود والضباط القطريين الأصليين من أبناء القبائل العربية، ويضع ثقته الكاملة في القوات المجنسة من الإيرانيين واللبنانيين وغيرهم، ما شجع عدة شخصيات شيعية بارزة في "حزب الله"، للتقدم بطلب تأشيرة دخول قطر، وافقت عليها السفارة القطرية في بيروت، والسماح لهم بالمرور للأراضي القطرية دون تأشيرة.

حتى ما كشفته الوثائق المسربة حول علاقة الصف الأول من القيادة السياسية في قطر، مع قاسم سليماني، المصنف دولياً بأنه إرهابي، يثير تساؤلات عما هو أبعد من تمويل الجماعات الإرهابية، إلى الارتباط التنظيمي بهذه الجماعات، لتنفيذ أجندات مشبوهة، ويبقى دفع الفدية التي بلغت مليار دولار، دليلاً على مدى ما ذهبت إليه القيادة القطرية، وهذا ما أكدته التلغراف البريطانية، بعد أن أوردته أولاً الفايننشال تايمز (يونيو 2017م)، ونيويورك تايمز (مارس 2018م)، وكذلك واشنطن بوست (أبريل 2018م)، تماماً كما هي الحالة التي ارتبطت بها مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي ذكر في وصيته الشهيرة، أنه لا يجب المساس بالنظام في قطر، فهو حليف لتنظيم القاعدة مالياً وإعلامياً.

الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني، يعتبر متغيراً، على نظام قطر النظر إليه بجدية، فلا يمكن بعد هذا المتغير، الاحتماء بإيران، أو حتى حليفتها تركيا، فلقد بالغت قطر في غيها وطيشها، وعليها إعادة تقويم الموقف، فلن تجد حماية وصيانة إلا في محيطها العربي، الاحتماء بمنظومة مجلس التعاون الخليجي، هو الضامن لأمن قطر، وتجنيبها مخاطر الانزلاق في أتون صراعات دولية، ستدفع ثمنها عقوبات اقتصادية، سيدفع ثمنها الشعب العربي القطري، فهل يمكن أن يقفز القطريون من سفينة إيران المثقوبة، وتنجو من الغرق في بحر الأزمات القادمة على النظام الإيراني؟.


نقلا عن البيان الاماراتية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تقفز قطر من سفينة إيران هل تقفز قطر من سفينة إيران



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon