توقيت القاهرة المحلي 11:29:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإخوان في جلباب الظواهري

  مصر اليوم -

الإخوان في جلباب الظواهري

بقلم - هاني سالم مسهور

من جحورهم وأوكارهم أخرجت العملية الشاملة (سيناء 2018) دعاة التطرف والإرهاب، فلم يكن ظهور زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بعد أيام من العملية العسكرية التي تشنها وحدات الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء وعدة محافظات مصرية، إلا تأكيداً على ترابط هذه الجماعات التكفيرية وانتهالها من معين واحد هو فكر جماعة الأخوان المسلمين كمصدر أساس للأفكار والمناهج المتطرفة.

حديث أيمن الظواهري عبر التسجيل الصوتي الذي دعا الكوادر الإخوانية لفتح صفحة جديدة لمواجهة الجيش المصري، مُقراً أن ما وقع في العام 2011م كان خلفه التنظيم الدولي، هذا الحديث جاء في توقيت انهارت فيه معنويات المتطرفين نتيجة الخطوة الكبيرة التي يقوم بها الجيش المصري، وهي العملية التي من الواضح حملت عنصر المفاجأة زمنياً، وكذلك من ناحية القوة العسكرية الضاربة المستخدمة فيها، مما أضعف قدرات الجماعات التكفيرية على استيعاب هذه الضربات الواسعة للجيش والأمن المصري.

المسألة هي أعمق من مجرد دعوة من أيمن الظواهري للكوادر الإخوانية، فما كشفه المقطع المرئي الذي ظهر فيه الداعشي عمر إبراهيم الديب نجل القيادي في جماعة الإخوان إبراهيم الديب في ليبيا، والذي دعا فيه إلى استهداف مصرودول عربية أخرى بعمليات إرهابية يعطي دلالة أخرى على الارتباط الفكري الوثيق بين كافة التنظيمات والجماعات الإرهابية الحركية مع جماعة الإخوان المسلمين.

لقد تتلمذ أسامة بن لادن في كنف جماعة الإخوان المسلمين، وتربى منذ نعومة أظفاره على كتب منظريها، ويشهد بذلك نائبه في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، فهو الذي قال في تسجيل مصور سابق: «كان أسامة بن لادن يقول: أنا مطرود من التنظيم، أنا أصلاً كنت في تنظيم الإخوان مطروداً، فأنا مطرود من التنظيمات يعني»، ثم يضيف الظواهري: «كان أسامة بن لادن في جماعة الإخوان المسلمين، ولما قام الغزو الروسي لأفغانستان نفر فوراً إلى أفغانستان، فكانت توجيهات التنظيم له، تعرفون طبعاً توجيهات التنظيم، كانت توجيهات التنظيم له لا تتخطّ لاهور...».

وليس لأحد أن يقول إن الجماعة بريئة من أسامة بن لادن بدلالة أنها طردته، وذلك لأن الظواهري في ذات الشهادة يقول بأن: مصطفى مشهور «المرشد الخامس لجماعة الإخوان المسلمين» طلب من بن لادن بعد أن ارتفع اسمه بأن يعود إلى الجماعة.

هذا هو أسامة بن لادن الذي أسس ما يسمى بتنظيم القاعدة، هذا التنظيم الذي مارس صنوفاً من الإرهاب والقتل والاغتيال، سيراًعلى نهج الجماعة الأم (جماعة الإخوان المسلمين)، كيف لا، وزعيم هذا التنظيم أحد أبناء الجماعة!!

خليفة داعش المزعوم أبو بكر البغدادي، كان أحد أعضاء جماعة الإخوان بشهادة كبير منظري الإخوان يوسف القرضاوي، إذ يقول في لقاء مصور: «ومن ضمن هؤلاء جماعة داعش... وقالوا إن هذا الشاب كان من الإخوة من الإخوان [يقصد أبو بكر البغدادي]... في أول أمره من الإخوان، ولكنه كان يميل إلى القيادة وإلى كذا وأغراه هؤلاء بعد أن ظل عدة سنوات مسجوناً خرج وانضم إلى هؤلاء...».

وقد بلغ هذا الرجل مع جماعته، ما لم يبلغه أحد في التساهل في الدماء، وتكفير عموم المسلمين، بل وتكفير الجماعة التي خرج منها وهي تنظيم القاعدة، وتوأمه جبهة النصرة، وقد حدث بين الجماعتين من الاقتتال، ما لا يخفى على أحد، حتى كفرت كل فرقة أختها.

التنظيم في إصداره المصور الأخير، والذي يؤكد انضمام عمر الديب نجل القيادي إبراهيم الديب إليه ومشاركته في عملياته المسلحة، يستغل حالة الانبهار الإخواني به والتي لمسها من ازدياد معدل انضمام شباب الإخوان إلى صفوفه. مقطع تنظيم داعش الأخير يؤكد مجدداً زيف مزاعم جماعة الإخوان، بالنظر إلى ما سبق من اكتشاف انخراط العديد ممن يروج لهم كونهم مختفين قسرياً في العمل المسلح ضمن نشاطات خلايا حسم ولواء الثورة.

لا تنتهي هذه الحقائق الكاشفة بغير المرور على حديث أمير قطر في مؤتمر ميونخ للأمن (فبراير 2018م) فلقد منح للتنظيمات الإرهابية مسوغات وجودها عندما اعتبر اتهام الأيديولوجيات المتطرفة بأنها سبب الإرهاب العنيف هو تبسيط للأمور، بقوله «إن الفشل النمطي بمنطقتنا في تلبية الاحتياجات الأساسية لشعوبنا يغذي الإرهاب والشعوب بدأت تفقد إيمانها بحكوماتها ولا تجد وسيلة للتغيير سلمياً»، هذه (شرعنة) كاملة للتيارات التي لطالما بحثت عن مسوغات لأعمالها الإرهابية، وإذا كانت هذه الشرعنة من قيادة سياسية فهذا تأكيد واضح على الشبكة التي تربط هذه الجماعات المتطرفة مع دولة قطر كواحد من الأنظمة السياسية الداعمة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والعالم.

نقلا عن البيان الاماراتيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوان في جلباب الظواهري الإخوان في جلباب الظواهري



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon